الصلح مع الإخوان.. سندفع بالدولار!
هي صرخة ضالة بحق، ومن حنجرة ميت خرجت تكرر غوايتها وضلالها القديم.. اهتمت بها بعض البرامج الفضائية، بينما لم يكترث الشعب بها على الإطلاق. وكأنها لم تكن، ولا حتى تداولتها المجالس، ولا انقسم الناس حولها، بل اعتبروها صرخة ميت يريد الخروج من القبر!
أتحدث عما بثته العربية نت عن رسالة نائب القائم بأعمال مرشد الظلام عن عرض بالمصالحة مع السلطة، مع النظام، وهو عرض غريب في التوقيت، وفي البنود، فالعرض وفق حلمى الجزار، ومن بثه لاحقا ماجد عبد الله، يقول أن جماعة الإخوان مستعدة لإعتزال العمل السياسي كاملا لمدة عشرة أو خمسة عشر أو عشرين سنة، بل واعتزال العمل الدعوى، والخيرى مع قبول مراقبة الداخلية لهم علي الأ يقيد ذلك حريتهم الشخصية أو يحط من كرامتهم..
بل ودفع كفالات أو دية أو مبالغ في صندوق تحيا مصر، بل وبالدولار، لدعم الاقتصاد المصرى.. أهم ما في العرض الدفع بالدولار، ملايين طبعا، فمن أين؟ الجماعة غنية واقتصادها في الداخل والخارج بالمليارات، فضلا عن تمويلات من دفعوهم لإسقاط الدولة الوطنية المصرية طيلة ثلاث سنوات من 2011 إلى 2012 إلى 2013..
ماذا طلبت الجماعة مقابل العروض السابقة.. طلبت الإفراج عن كافة العناصر الإخوانية بالسجون.
وتحدث العرض الذي بثته العربية الفضائية عن مراجعات وسط شباب الإخوان يعلنون التبرؤ مما فعلته القيادات التى ضللتهم..
بالنسبة لهذا العرض كله بمحتوياته فقد وقع له أمر عجيب، فالجماعة بلسان حلمى الجزار نفت أنها قدمت هذا العرض! والداخلية من ناحيتها نفت أن هناك مراجعات.. هل أطلقت الجماعة بالون اختبار وأرادت أن تسلك طريق الجماعة الاسلامية التى تابت بعد مذبحة معبد حتشبسوت وذبح ما يزيد على ستين سائحا أجنبيا وقتها؟
هل جناح من الجماعة اعترض وأرغم حلمى الجزار على سحب العرض بعد الرفض الضارى من قنوات فيها مذيعون يجيدون الشرشحة لا الدحض بمنطق؟
سواء كان العرض لايزال قائما أو لم يكن فالثابت تاريخيا أن الإجرام والإرهاب نموذج متكرر.. مرحلة إجرام وتسلط تتلوها الرغبة في الصلح مع السلطات، فإن تم الصلح استأنفوا القتل والتخريب والحرق ومناصبة المجتمع العداء والتسلط عليه..
قتلوا أحمد ماهر والنقراشي، وحاولوا اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية، بعد أن أخرجهم من السجون والمعتقلات، فأعادهم، ثم أفرج عنهم السادات وأطلق لهم حرية الدعوة والإعلام. ومهاجمة خصومهم من الناصريين وأهل اليسار والشيوعيين بالجامعات والنقابات حتى سيطروا عليها، وعلى أسيوط والإسماعيلية وغيرهما، بل اغتالوه في أكتوبر1981 وسط جنوده وأبطال أكتوبر.. يريدون الآن العودة؟!
القرار في الوقت الحاضر ليس قرار السلطة بل قرار الشعب المصري كله الذي افتروا عليه وأبعدوه واعتبروا المصريين كفار قريش!
لا يملك النظام قط أن يتصالح مع من قتل أبناء المصريين من الشرطة ومن الجيش ومن المدنيين.. ولن ننسى الحرائق ولا القنابل ولا الإعلان الدستورى الذي يحمي فرعون الجماعة الراحل محمد مرسي.. ولا قنص المواطنين في المظاهرات، ولا الكلام الأهبل لمرسي عن حماية الخاطفين والمخطوفين، ولا عن مصر التى طظ فيها، ولا عن مصر ولاية عثمانية!
عرض المصالحة محاولة غسل وجه وتبييض صفحة أمام أردوغان الذي تأويهم بلاده، مع قرب زيارة الرئيس السيسي لأنقرة، فيستبقون قرارات محتملة بتسليمهم أو طردهم أو غل نشاطهم بأنهم دعاة صلح.. والكرة في ملعب الدولة المصرية.. كلا!
القرار بيد الشعب حكاما ومحكومين.. القرار بيد الأرامل واليتامى والثكالى.. القرار بيد الشهداء الذين قتلتموهم غدرا.. من عجب أن حلمى الجزار استغرب ما بثه ماجد عبد الله وهو منهم وهو من كلفه ببث عرض الصلح من وقف العمل السياسي واعتزاله، وقال في مقابلة لفضائية إخوانية إن العمل السياسي مستمر مع القوى الوطنية كافة لو تم الصلح!
كاذبون.. منافقون!