أدركت، يا رب، أن الحكمة ليست في أن أرى الأشياء بظاهِرها، بل في أن أرى بعينيّ التي تفتحهما محبتك لي. علّمني أن أبحث عن النور في قراراتي، عن السلام الذي لا يخدع، وألا أغتر بما يظهر لامعًا وسهل المنال..
أشعر يا رب وكأن الجبال قد تراكمت على صدري، حتى بات الحمل ثقيلًا جدًا، يرهقني ويثقل خطاي. أشعر بأنني أسير في طريق مليء بالشوك والحجارة، كل خطوة تؤلم، وكل نفس يخرج بصعوبة..
حينما أتأمل في كلماتك، أجد السكينة تتسلل إلى قلبي، أستريح في ظلك، وأدرك أن حياتي بين يديك، وليس في تخطيطي. أتعلم منك أن لا أهتم للغد، أن أعيش اليوم بكل ما فيه من تحديات وأفراح، دون أن أسمح للغد بسرقة سلامي
كم من مرة وقفتُ في صحراء حياتي، أبحث عن نقطة ماء تروي ظمأي، ولم أجد سوى عطش يملأ صدري؟ كم من مرة شعرت أن خطواتي تتثاقل في سيرها، وعظامي تئن تحت وطأة الأحمال الثقيلة؟
في تلك اللحظات، يا رب، أكون كطفل صغير ضائع في ظلامٍ دامس، يتوق إلى يدٍ حانية تمسك به، ترشده إلى الطريق، وتحميه من الأخطار، أراك يا إلهي، تطل عليّ من خلال عتمة الليل، ترفعني فوق ظلام مخاوفي..
كم مرة يا رب، وجدت نفسي خائفًا من المجهول، من المستقبل الذي لا أراه، ومن الألم الذي يطرق بابي؟ وكم مرة في هذه اللحظات، شعرت بيدك تحيطني برفق، وترسل ملاكك ليحرسني ويقودني إلى بر الأمان؟
يا رب، أحيانًا أنسى أن الفرح فيك لا يعتمد على ما يحدث حولي، بل هو فرح ينبع من معرفتي بأنك معي في كل لحظة، في كل خطوة، في كل تحدٍّ. يا لها من نعمة عظيمة أن أشعر بسلامك العميق الذي يملأ قلبي..
يا رب، علمني أن أسعى دائمًا إلى مسكنك، أن أجد فيه ملاذي وراحتي، اجعلني أدرك أن الدنيا ليست سوى رحلة قصيرة، وأنني في النهاية سأعود إلى مسكنك، حيث سأسكن معك إلى الدهور..
في قلب كل إنسان، يا رب، صراع عظيم بين الخير والشر، بين النور والظلام. إن هذا الصراع ليس خارجياً فقط، بل هو داخل كل واحد منا، في أعماق الروح وفي خفايا القلب..
كم هو عظيم يا رب أن نعلم أن السلام ليس مجرد شعور عابر أو لحظة راحة مؤقتة، بل هو عطية من عندك، سلام دائم، سلام ينطلق من قلبك ويغمر حياتنا من كل جانب..
أطلب منك ذاك الجزء الذي ينبض بالحياة، الذي يحتوي مشاعرك وأفكارك، الذي هو مركز وجودك كله. لأنك تعلم، يا رب، أنه عندما تمتلك القلب، تمتلك الكيان كله..
كم من مرة يا رب وجدت نفسي وحيدًا في وسط العاصفة، شعرت بأن الحياة تميل إلى الظلام وأن اليأس يقترب مني بخطوات ثقيلة. لكن في تلك اللحظات، أتذكر وعدك الأبدي وكأنه لقلبي قائلاُ: معه أنا في الضيق.
عندما يواجه الإنسان قرارات مصيرية، فإن اللجوء إلى الله بالصلاة وطلب الإرشاد يعتبر الخطوة الأولى والأهم. الصلاة تفتح قلب الإنسان وعقله لتلقي الحكمة والإرشاد من الله.
يوم 6 أغسطس، يحتفل بتذكار تقديم نذوره الرهبانية ليكون راهباً، والآن هو أرشمندريت لدير الثالوث المقدس للرجال في مدينة تشيبوكساري في روسيا، وكم شهدت في قربه محبة غير محدودة وقبول من القلب لكل من حوله..
ظهرت نتيجة الثانوية العامة، وبين فرحة بمجموع كبير، أو تفكير في النجاح المقبول، فضل صاحبنا يفكر هيعمل إيه بعد كده؟، هيكون فين ولا هيوصل لايه بعد كده؟ وخصوصاً أن مجموعه مكانش الجامد ولا الحلو اوي.