حتى لا تكون النهاية انهيارا.. أفيقوا!
لا يمكن لأي مجتمع أن يحيا أفراده متحابين مسالمين متآلفين سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة التي هي ضرورة اجتماعية متى فقدتها المجتمعات تفككت وذهبت ريحها ووقع الصراع والتباغض بين أهلها، ثم تكون النهاية انهيارًا وضياعًا.
السعادة كل السعادة في مكارم الأخلاق.. فإذا ساءت الأخلاق فسدت القيم وضعفت العزائم وكثرت الجرائم.. ولا مناص والحال هكذا أن تتمسك المجتمعات بضرورة مراجعة الذات والوقوف مع النفس لتعديل الأخطاء.. أما إذا تجاهلت أخطاءها وغضت الطرف عن عيوبها أوردت نفسها موارد التهلكة "فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"..
أما أن يرى أحدنا القذى في عين أخيه ثم لا يرى الخشبة في عينيه فذلك الغرور والكبر والصلف الذي يقود للهاوية.
لقد أسرف بعضنا في مشاهدة الفضائيات ولا يستحيي أن يشاهد ما تعرضه من مسلسلات هابطة وسلوكيات منحرفة كلها معاول هدم للأخلاق ومن ثم فلا غرابة أن تسوء أخلاقنا بكثرة ما ارتكبناه من موبقات وذنوب ضاقت بها صدورنا واضطربت أعصابنا وأظلمت نفوسنا..
فلا يكاد اثنان يتحادثان حتى ينفجر غضبهما وتتدفق الألفاظ النابية على لسانيهما.. وهو ما يدق ناقوس خطر كبير يستلزم معه أن تتنادى القوى الحية والفاعلة في مجتمعنا كي توقف هذا النزيف الأخلاقي وتدعو عبر كل وسيلة ممكنة للعودة ل الأخلاق الحميدة نغرسها في نفوس صغارنا في البيوت والمدارس، حتى يشبوا على مكارم الأخلاق الذي امتدحه رسولنا ودعا إليه وجاءت رسالته لتحقيقه في حياة الناس.. صدقوني إن صلحت الأخلاق صلحت السلوكيات وانتهى كثير من المشاكل التي تؤرقنا وتعكر صفو حياتنا وتصبح حياتنا أفضل وأكثر أمنا واطمئنانًا.. اللهم أصلح أحوالنا ويسر أمورنا واحفظ مصرنا من كل سوء.