أخلاقنا جميلة.. كيف؟
مبادرة طيبة أن تتبنى الشركة المتحدة للإعلام مبادرة للترويج للأخلاق الطيبة في المجتمع، فإن الأمم العظيمة تبنى على العلم والأخلاق معا، كما قال شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم في قصيدته الشهيرة (مصر تتحدث عن نفسها)، لآن العلم وحده لا يكفى.. لكن بمنطق شاعر النيل فإن هذه المبادرة وحدها لا تكفى لزرع الأخلاق الطيبة في مجتمعنا وإنما الأمر يحتاج لجهود عديدة شتى ومتنوعة.. جهود تعليمية، وجهود ثقافية، وجهود قانونية أيضا!
فإن استعارة بعض المشاهد في الأفلام القديمة أو ترديد بعض الأقوال المأثورة لن يؤثر بعمق في النسق الأخلاقي للمجتمع الذى نريد إعادة صياغته مجددا ليقوم على مجموعة القيم الإيجابية ولينبذ القيم السلبية التي سادت مجتمعنا وعاقت النهوض ببلدنا وإحراز التقدم المنشود لها.
إن زرع الأخلاق الطيبة فى المجتمع مهمة كبيرة يتعين أن تتم من خلال التعليم الذى يسبق اسم الوزارة المعنية به كلمة التربية.. وبذلك يتعين أن يكون من أهداف تطوير التعليم الذى ننشغل به حاليا إعادة زرع الأخلاق في نفوس أبناءنا وبناتنا.. وذات الشىء ينطبق على الثقافة.. فإننا نحتاج لأعمال وأنشطة ثقافية تروج للأخلاق الحميدة والقيم الإيجابية، قيم الحق والخير والجمال والعدل والمساواةَ والتسامح، وتستأصل القيم السلبية من التربة المصرية، قيم التعصب والتطرف وممارسة العنف والكذب والنفاق.
أما القانون فهو مهم جدا لنشر الأخلاق فى المجتمع من خلال احترامه وإعلاء كلمته على الجميع بلا استثناء.. فهذا سوف يمنحنا نموذجا لسلوك أخلاقى قويم يقوم على المساواة. إذن الأمر أكبر بكثير من مجرد القيام بعمل دعائى للأخلاق القويمة تليفزيونيا، وإن كان ما قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية نبهنا لضرورة تحصين مجتمعنا بالأخلاق القويمة التى تنهض بها الأمم مع العلم، وهذا ما دعانا إليه شاعر النيل.