خارج عنبر العقلاء ستجد متحدثا رسميا للنادى الكبير يعلن دعمه للاعب المسطول الذى قتل ضحيته دون عمد أو إدراك.. ويؤكد سلبية تحاليل المخدرات مستبقا بيان النائب العام الذى أكد إيجابيتها فيما بعد..
وأنظر إلى ما آل إليه حال الإسلام والمسلمين في هذا الزمان الغريب والعجيب الملئ بالفتن والضلالات والبدع والمنكرات والذي ضاعت فيه القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق والمكارم والفضائل..
يعيش شباب اليوم في سماوات مفتوحة ومعلومات تتدفق عليهم بلا حساب، ووسائط اتصال فائقة التطور تغرقهم بما لذ وطاب وبما يغوي ويفسد من دعوات ومشاهد إباحية تحول بينهم وبين القدوة الحسنة..
مجتمع الأخلاق هو مجتمع سعيد؛ وتظهر روعة الأخلاق فيما اشتملت عليه من توفيق عجيب بين المطالب المختلفة للفرد من جهة؛ والجماعة من جهة أخرى..
كيف يكون التعايش آمناً بين البشر لولا وجود ضمير حي يتحلى بالرحمة والصدق.. وكيف يكون التعامل بين الناس في العمل لولا وجود فضيلة الإخلاص والأمانة ..
رأيي أن بداية الإصلاح من إعادة تنوير العقل، وشحذه بالأفكار السليمة وإطلاقه على طريق التفكير السليم للحكم على الأمور بصورة موضوعية متوازنة..
ما يعانيه إنسان اليوم من آلام وما يواجهه من تحديات، ما هو إلا نتاج لما اقترفته يد الإنسان، وإقصائه للقيم الدينية والمبادئ الأخلاقية، وأن أزمة تغير المناخ هي أيضا من صنع الإنسان المنخلع..
تجتمع مجموعات الأصدقاء تحتفي بشئ ما.. مناسبة ما.. ذكري ما.. فيفسد عليهم وقتهم وحالتهم وينتقدهم بسوء خلق وقلة تربية من لا علاقة له بالأمر ودون سابق إنذار اللهم جرعات السواد في كل اتجاه!!
السعادة كل السعادة في مكارم الأخلاق.. فإذا ساءت الأخلاق فسدت القيم وضعفت العزائم وكثرت الجرائم.. ولا مناص والحال هكذا أن تتمسك المجتمعات بضرورة مراجعة الذات والوقوف مع النفس لتعديل الأخطاء..
فلماذا غابت عنا هذه أخلاق نبينا ولماذا غفلنا عن سيرته العطرة ولم نتأسى به في حسن المعاملة؟.. ولماذا نرى في المساجد شيئاً وفي الأسواق والمعاملات شيئاً مغايراً تماماً؟
ترسبت في النفوس عبر سنوات طويلة من الفساد والتجريف مجموعة قيم سلبية خلقية رديئة وهو ما نشهده يومياً في معاملات يسودها غش ونفاق ومراوغة وانتهازية وأنانية..
سيرى من يخطب فينا كل يوم أن الأمر بيده وأن الجنة بين كفيه وأن النار بإشارة منه.. سيرى أن القابضين على الأمر إنما تصوروا أنهم منزلون من السماء وأنهم منزهون عن الخطأ..
استعارة بعض المشاهد في الأفلام القديمة أو ترديد بعض الأقوال المأثورة لن يؤثر بعمق في النسق الاخلاقى للمجتمع الذى نريد إعادة صياغته مجددا ليقوم على مجموعة القيم الإيجابية..
ألسنا كلنا مطالبين بغرس التسامح في نفوس صغارنا في البيت والمدرسة والجامعة ودور العبادة والأندية وغيرها من التجمعات والمؤسسات المعنية بصناعة الفكر والضمير والوجدان؟!
جمهور الإسماعيلية البطل أبناء وأحفاد الفدائيين الأبطال لا يقبل بقطع الطرق ولا من خلقه العدوان علي الآمنين ولا العابرين ولا حتي علي المنافسين مهما كانت حدة المنافسة!