رئيس التحرير
عصام كامل

أخلاق السوشيال!

حوارات تتم على ما يسمى بالخاص لكنه سينشر كاملا دون وازع من ضمير عند أول اختلاف أو خلاف! هنا تكتب على صفحتك تمتدح شخص ما.. تجد من يأتي من آخر العالم ليهاجمه! رغم أنه يستوعب من بين السطور إنك تجامل صديقا من المؤكد أنه بين قائمة الاصدقاء وسيري اهانته! وهنا ستبدي اعجابك بفيلم ما.. مسلسل ما.. مسرحية ما.. كتاب ما.. ستجد من يأتيك وقد يكون للمرة الأولى وربما الأخيرة لينتقد وبفجاجة ما يعجبك.. وهو يستوعب من بين السطور أن بطل العمل الذي تمتدحه أيضا من بين قائمة الاصدقاء!

 
وهنا تجتمع مجموعات الأصدقاء تحتفي بشئ ما.. مناسبة ما.. ذكري ما.. فيفسد عليهم وقتهم وحالتهم وينتقدهم بسوء خلق وقلة تربية من لا علاقة له بالأمر ودون سابق إنذار وبلا أي مبرر أو دعوة أو مصلحة اللهم جرعات السواد في كل اتجاه!!  هنا.. ستجد من يسجل لك دون إذنك في خسة لا حدود لها.. ويذيع عند الضرورة وفي حقارة طبعا دون إذنك أيضا!

 
وهنا.. ستجد من لم يستطع إكمال حوار معك لسبب ما.. في وقت ما.. فيذهب ليهاجمك باسمك أو بدونه على صفحته في انعدام شجاعة وفقر في المروءة! هنا فقط.. ستجد من يجادل بغير سند ويفتي بغير علم ويقاوح ويضيع وقتك بغير أي داع اللهم إلا الفراغ الذي يعاني منه وأحيانا العقد التي تحيط به ودائما الجهل الذي يهيمن عليه! 

هنا.. قد تفاجأ بسباب من لجان تتربص بك وصفحات تترصد لك دون أن ينصفك أصحاب التطبيق الذي يستضيفك ف "الشتائم لا تخالف معايير مجتمعهم"! هنا عالم آخر.. مجتمع آخر.. دنيا أخري.. لكن إن شئتم الدقة.. أو للدقة إن شئتم الصراحة.. فقد استوعبت السوشيال واستقبلت وبجدارة أخلاقيتنا وما وصلنا إليه.. خارجها! 

الجريدة الرسمية