زعماء من ورق
مثل غيري يدهشني ذلك الصراع بين دول عربية على اعتلاء منصة السيادة والريادة والزعامة، وهي منصة مَن يتصور أنه يعتليها عليه أن يدفع ثمنًا ليس بقليل، وعليه أن يكون مؤهلًا لها وعلى قدرها، ولديه من التصورات والمخارج ما يجعله قادرًا على تحمُّل تبعاتها.
الأكثر إثارة أن هذا الصراع غير المبرر أخذ منحى أكثر غرابة، حيث يتصور المتصارعون أنهم إنما يحصلون عليها بالتقارب أكثر من واشنطن، وهم في هذا السبيل يدفعون أثمانًا من مقدرات بلادهم لم يكن من المتصور أن يدفعها عاقل أو حتى مجنون.
ويأخذ هذا الصراع اتجاهات مثيرة للغاية ليس من بينها إثبات الهوية العربية، بل إن التخلص منها إحدى علامات طلب الزعامة. في الستينيات سرى مثل هذا الاتجاه غير أن المتصارعين كانوا يناضلون من أجل إثبات هويتهم العربية، بإعلاء قيم العروبة، وفي المقابل كان هناك مَن باع كل شيء؛ باع دينه ودنياه من أجل إسقاط مفردات العروبة في وجه مَن نادى بها واعتلى القمة من أجلها.
اليوم نحن بصدد بيع بالمجان، بيع لكل القِيم، بيع للتاريخ والحضارة وكل المفردات الإنسانية المتعارف عليها، والغرابة أن الباعة يتباهون ببيعهم هذا بعد أن خرجت الشعوب العربية من معادلة النضال إلى خانة الاستسلام طوعًا وكراهية. نعم لم يَعُد للشعوب العربية مكان على الساحة.
والذين يناضلون من أجل التقارب مع العم سام إنما يبذلون الغالي والنفيس من أجل ذلك، ويتسابقون على الدفع، الدفع بكل شيء بدءًا من القيم وليس نهاية بالدولار. سباق مُخزٍ للغاية، سباق ينتصر فيه البائع لبضاعته حتى لو كانت الأوطان ومقدراتها ومستقبلها.
قلت عند سقوط بغداد “سيبكي العرب يومًا ما على سقوط رايتها وسيولى الجمع الدُّبر وسيندمون وقت لا يفيد الندم”، والغريب أيضًا أنهم لا يعرفون أنه على هذا النحو سيهزم الجمع ويولون الدُّبر، ولكنهم غير نادمين ومستمرون في البيع. عواصم العرب تباع الواحدة تلو الأخرى، وكلهم يعرفون أن الدور قادم على الكبار قبل الصغار.
صراع العرب فيما بينهم على زعامات وهمية جعلنا أضحوكة الأمم، قادة من أمريكا اللاتينية عبروا عن دهشتهم لما وصل إليه حال العرب! قادة أفارقة أصبحوا أكثر دفاعًا عن قضايا العرب أكثر من العرب. انفرد الصهاينة بقادتنا الواحد تلو الآخر فلم يتركوا لنا أملًا في النهوض أو الاستنهاض.
أما الذين لا يزالون يمارسون الخيانة ليل نهار فهم لا يعرفون أن مصيرهم أسوأ من تصوراتهم، وأن دورهم قادم، وأن بلادهم في خطر، وأن تلك الفرقة وهذا الصراع لا يصبان إلا في صالح عدو غاشم استفرد بالمنطقة، حتى جاءها مَن جاء من تركيا ومن إيران.. المنطقة تُقسم الآن بين الترك والفرس والصهاينة، ولا عزاء لهؤلاء المتكالبين على زعامة هي في الأساس.. زعامة على البيع!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا