رئيس التحرير
عصام كامل

سمير فرج.. سطحية التحليل وسذاجة الطرح

تابعتُ الحوار الذى جرى بين أحمد موسى والدكتور سمير فرج، والذى كان عنوانه مثيرًا ومهمًا، وواحدا من شواغل الرأي العام المصرى والعربي: «هل تدخل مصر حربًا ضد الكيان الصهيوني؟» ورغم أن القضية المثارة لها أهميتها وحساسيتها واعتبارها الأهم على الساحة الآن بعد تداخلات عدة من قادة عسكريين وسياسيين من داخل الكيان الصهيونى وحديثهم المتواصل حول قدرات الجيش المصرى وخطورة ذلك عليهم، إلا أن النقاش الذى جرى اتسم بالمراهقة في الطرح والسطحية في التناول.


الأستاذ أحمد موسى يعلن أن الحلقة مهمة وحساسة ويطالب الجماهير بمتابعتها، ولكن بالراحة، ولم أفهم المغزى من تنبيه بالراحة هذا؛ هل كان مطلوبًا من المشاهدين أن يفتحوا الشاشة نص نص مثلًا، أو أن يشاهدوا الحلقة بعين واحدة؟! 

ولم أستوعب ما قاله موسى حول حساسية الحلقة ودقتها، وكل كلمة فيها بحساب، وهو طوال الحلقة يمارس عمله كما لو كان مشجعًا في مدرجات الدرجة الثالثة.
 

الدكتور سمير فرج أشار إلى أنه ظل ليومين تقريبًا يُحَضِّر الخرائط ويعد العدة لهذا اللقاء، وهو أمر حسن، ومع ذلك فإن مجهود سيادته لم يظهر أثناء النقاش. ولن أتحدث عن طريقة أحمد موسى في المقاطعة أو طرح تساؤلات الرأى العام، فالرجل صاحب طريقة لا تبدو لأمثالى أنها تجرى على نحو مهنى من الأساس.


فرج، الذى ظل ليومين يعد خرائط ورسومًا توضيحية، لم يبدُ طوال الحوار في ثوب الرجل الاستراتيجى الرصين، وبدا أنه قد يتشابه إلى حد كبير مع عوام المقاهى الشعبية، خصوصًا في همزه ولمزه، وطلبه من موسى أن هناك تفاصيل لا يجوز الخوض فيها.. جرى ذلك بطريقة «بلدي» للغاية.


مقاطعة موسى لضيفه، الذى استمر ليومين يعد العدة، بدت أيضًا وكأنه يستضيف بلوجر أو يتحدث عن فيلم مقاولات، خصوصًا وهو يخرج بإطلالته المعروفة مرددًا: «والله يا جماعة مرعوبين مننا»، ويكرر هذا الكلام في معرض نقاش يجب أن يكون جادًا وحادًا وحاسمًا، ويطلق إشارات تحمل من المعانى في باطنها أكثر مما تعلن.


المشكلة في الدكتور سمير فرج أنه تبوأ موقع المحلل السياسى لما يجرى على الساحة، وهو أبعد ما يكون عن هذا الملف، وعلى طريقة مصاطب القرى والنجوع، بدأ الرجل في طرح رؤية أكثر سطحية من أغنيات شعبان عبد الرحيم، وحمَّل الأحداث ما لا تحتمل، وقال كلامًا غريبًا ومدهشًا.


وبعيدًا عن إشادته بحماس - وهو أمر محمود - التى لا أرى أى منطقية في الهجوم عليها أبدًا في هذا التوقيت، توقيت المقاومة والتضحية والفداء، فهو في الحقيقة لم ينل من جهادها، بل أثنى عليها وعلى دورها في مقاومة المحتل، وهو أمر جيد. أما رؤيته التى رآها حول الضغوط الأمريكية على مصر، فقد كانت رؤية ساذجة إلى حد بعيد.


حديث سيادته حول قدرات الجيش وما يفعله، وإشارته لمستضيفه غمزا بأن هذا لا يجوز الحديث فيه، يوحى أن فرج لم يلجم سذاجة موسى، بل تمادى معه بطريقة لم يكن من المفترض أن يسقط فيها محلل عسكرى ومقاتل قديم حاصل على شهادات علمية ليست قليلة.

 


قبل سنوات، كانت لدينا قوائم من العسكريين السابقين وخبراء الاستراتيجية العسكرية. كان الواحد فيهم بأمة، وكانوا أصحاب رؤى وإطلالات رصينة، يحللون أصعب المواقف دون أن ترى فيما يقولون سقوطًا أو سذاجة أو سطحية، وكان ظهورهم إضافة لرؤية عسكرية عاقلة وحاسمة وهادفة.
وكان أصحاب هذه الرؤى من ذوى الخبرات، وقد شهدوا عديد المعارك وشاركوا فيها، وخرجوا منها بتراكمات معتبرة جعلتهم أصحاب وجهات نظر ثاقبة بعيدًا عن المبالغات أو الغمز واللمز، إذ إن مثل هذه القضايا لها من الحساسية ما يجعلها لا بد وأن تسند إلى أهلها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية
عاجل