رئيس التحرير
عصام كامل

هزائم بالتصريحات

من يتصور أن وطنا عربيا قوامه حسب احصائيات تقريبية 430 مليون نسمة ويشكل سكانه نسبة 5٪ من عدد سكان العالم، ويسيطرون على مساحة 14 مليون كيلو متر مربع لا يستطيعون أن يفرضوا رأيا وتصورا في واحدة من أهم قضاياهم، وهي قضية فلسطين، التي يديرها الغرب وأمريكا منفردين.
 

وعلى وقع ما صرح به الرئيس الأمريكي حول تهجير أهل غزة والسيطرة على القطاع أمريكيا وتحويله إلى ريفيرا، أسقط في يد الجميع حكاما ومحكومين وسرت في العواصم العربية حالة من المخاوف والهواجس وصلت إلي حد الرعب، وعلى الفور دارت مناقشات رسمية قوامها كيفية الهروب من القول الفصل الذي أدلي به الرئيس الأمريكي.
 

ولم تتحرك العواصم العربية دبلوماسيا باعتبار ما قاله الرئيس الأمريكي يعد جريمة رفضتها عواصم عربية قبل أن تنطق العواصم العربية الرسمية بشيئ يشي بالرفض القاطع لما قاله وأدلى به في استهانة وإهانة لأمة كاملة لها تاريخها وإسهامها الحضاري مهما كان وضعها الحالي.


الغريب أن تلك العواصم التي تضج بزحام سكاني منقطع النظير لم تخرج فيها مظاهرة واحدة من الجماهير تطالب بمحاكمة الرئيس الأمريكي باعتبار ما قاله يشكل جريمة مكتملة الأركان، ولم يكن الرد العربي الرسمي إلا محاولات الخروج من مأزق الإهانة إلي ما هو أقرب من الإهانة أيضا!


ومشكلة العرب أن أمريكا تختزلهم في قصور الحكم، ولا ترى أهمية في خطاب موجه إلى شعوب غابت أو يجري تغييبها بالقوة، حتى بات المواطن العربي مسلوب الإرادة وليس من حقه أن يمارس دوره في حماية أمنه القومي، أو الإحتجاج ضد جرائم ترتكب ضد وجوده وهويته بل وكرامته.


وآخر ما جاءنا من الغرب رفضه تهجير أهل غزة من أرضهم واستبدال حل الدولتين بما أسموه "أفق سياسي" وهو ما يعني تجاهل المجتمع الدولي للقانون الدولى وتنصله من مسئولياته، في ظل غياب عربي عن ساحة الإسهام في حل واحدة من أهم قضاياه.


المثير أن العواصم العربية تتنافس فيما بينها على زعامة وهمية، وزعامة العرب على العرب فقط ولا تتعدي أدوار الزعامة المتنافس عليها حدود عالمنا العربي، الذي استوطنته مفردات الخيالات والوهم تعدت حدود الرسمي لتصل إلى ما هو شعبي مشوه.


والأغرب أن العرب يهزمون دون معركة ودون سلاح، يهزمون بالتصريحات أو التلويح باستخدام القوة كما قالها الرئيس الأمريكي حول "جحيم السبت"، والعرب لم يدخلوا حربا حقيقية إلا وانتصروا فيها وآخرها حرب أكتوبر، التي حققوا فيها نصرا عظيما على كل قوى الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني.. فقط عندما أرادوا فعلوا وانتصروا.


من يقرأ التاريخ جيدا يعلم علم اليقين أن الإرادة الإنسانية أقوى من أية قوة مهما تجبرت وتغطرست، وقد خرجت أمريكا بكل ما تحظى به من قوة عسكرية مهزومة مسحوقة من الصومال ومن أفغانستان ومن العراق، وقبل هذا كله من فيتنام، ولم تحقق نصرا عسكريا رغم كل ما فعلته من أهوال وقتل وتدمير طال كل مناحي الحياة في كل بلد دخلوها، غير أنه لم ينل من إرادة البشر، إرادة الحرية والاستقلال.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية