رئيس التحرير
عصام كامل

عندما ينزعج الرئيس (1)

انزعج الرئيس من الدراما فانزعج  كُثرٌ، وعندما ينزعج الرئيس فإن هناك كثيرين وظيفتهم أن ينزعجوا جدا، وانزعاج الرئيس من الدراما منح هؤلاء الآخرين ضوءا أخضر للانزعاج، وكأنهم لم يروا إلا بعد أن رأى الرئيس ثم انزعج فانزعجوا بضمير!


الدكتور مصطفى مدبولي من الذين انزعجوا وأزعج معه عددا غفيرا من وزراء وجهات لتدارس الأمر –أمر الدراما– ولم يكن وحيدا في وادي الانزعاج بل سبقه زميلنا الأستاذ أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وقد كان انزعاجه بعد تصريحات الرئيس ربما بدقائق.


طبعا الدكتور خالد عبد العزيز القادم إلى مقعد رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لابد وأن يكون تعبيره عن الانزعاج أشد وطأة، فقد عقد عدة اجتماعات مع خبراء وكبراء ومفكرين وصحفيين وكتاب دراما ونقاد، بل إن سيادته أعاد تشكيل لجنة الدراما في مجلسه الموقر.


ولم تتوقف الصحف طبعا عن متابعة السادة المنزعجين، تضامنا مع الرئيس أو استجابة للرئيس أو اتباعا لأن الشيء بالشيء يذكر، وبالتالي فإن ما قاله الرئيس متضمنا وجهة نظره فيما آلت إليه الدراما وتصويرها للمجتمع، باعتباره جماعة من تجار مخدرات على شلة من الداعرات، وعدد لا بأس به من الراقصات، وفوق هذا وذاك لابد من “تحشيشة” ونار على الشيشة، وسلة ملأى بما لا يلذ ولا يطيب من الألفاظ إياها.


طيب ماذا لو لم ينزعج الرئيس، بالطبع وتماشيا مع شيء لزوم الشيء فإن أحدا لن ينزعج! طيب ماذا لو أشاد الرئيس بالدراما؟ اتساقا مع ذات المذهب فإن كل هذه الاجتماعات كانت ستشهد عددا من الندوات والمؤتمرات حول عبقرية محمد سامي، وكل محمد سامي دخل المجال، ووجد ضالته المنشودة من مساحات لم يحظ بها كبار المخرجين في زمن المساحات الكبيرة.


طيب ماذا لو خرج واحد مختلف مع سيادة الرئيس، ويرى أن الدراما ليست كلها سيئة، وأن مناقشة الأمر على النحو الذى طرحه سيادته يعنى إغلاق النقاش، والبدء فورا فى تفاصيل المحاكمة، ودون نقاش فإن القرار لابد وأن يكون إدانة، والبحث عن ثلة من الكباش للتضحية بها؟


أظننى مختلف مع سيادة الرئيس فيما قاله، فالتعميم في أي قضية يخرجنا من فكرة الإنصاف إلى الاختزال والتنميط، وهى آفة ننهى بها أى نقاش جاد من أجل الوصول إلى رؤى حقيقية، ومبعث خلافى أن هناك أعمالا درامية جيدة على مدار السنوات الماضية، وأيضا هذا العام.


وظنى أيضا وبعض الظن إثم أن هواجس الرئيس التى طرحها في إفطار القوات المسلحة يجب الأخذ منها والرد فيها وعليها، فهى رؤية عامة لا تعنى بالتفاصيل، وكان لزاما على القوم المنزعجين جدا أن يناقشوها، في إطار مناقشة جادة تبدأ بطرح فكرة الاحتكار وتنتهى بقضية الإبداع.


والاحتكار يعنى السيطرة على كل الأدوات ومنع الآخرين من الحصول على بعضها والاحتكار بيت «الركاكة» وموطن التخلف والتردى والاستغلال، ولك أن تتصور لو أننا نأكل نوع جبن واحد، ماذا سيفعل فينا صاحب المصنع؟ بالتأكيد سيطعمنا من الجبس والجير ما يرى أنه جبنة!


الاحتكار يا سيادة الرئيس كارثة في كل شيء، تصور سيادتك لو أن أحدا فرض على هذا الشعب زيا واحدا وطعاما واحدا ونومة واحدة وفي توقيت واحد، بالتأكيد شيئا فشيء سنتحول لنصبح قطيعا لا يختلف كثيرا مع قطعان الإبل أو الأبقار في مشاهد ناشيونال جيوجرافيك.

 


لون فنى واحد لا يلبى احتياجات الناس المختلفين في مشاربهم ومآربهم، كاتب واحد أو مخرج واحد لا يمكنه أن يعبر عن ناس يختلف فيهم الأب عن ابنه، وطريقة واحدة يا سيادة الرئيس في طرح الأفكار الدرامية أو اختيارها أو تنفيذها برؤية واحدة ورأى واحد لا يمكنه أن يمر في عقول الناس وعواطفهم، إن الاحتكار يا سيادة الرئيس -أى احتكار- لا يمكن إلا أن يفضى إلى ما هو أبعد من حالة الانزعاج.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية