خالد عبد الغفار.. أنا الدولة
اندهشت لاستغراب الكثيرين مما فعله الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، مع مريض غسيل كلوي، عندما قابل شكواه حول رداءة الخدمة وإذلال المرضى بمطالبة المواطن بأن يشكر الدولة قبل أن يشكو، فالذين تابعوا مسيرة عبد الغفار ما كان عليهم أن يستغربوا مما طرحه على الهواء مباشرة.
الذين نالهم قسط من الدهشة أو الاستغراب كما لو كانوا في موضع مَن يتألم من سلخ الشاة بعد ذبحها، من دون أن يتساءلوا ماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟! فالرجل لم يتورط يومًا في عمل سياسي، وكانت كل المواقع التي وصل إليها تحمل علامات تعجب وأكثر منها علامات الاستفهام.
تجربة خالد عبد الغفار في التعليم العالي، على سبيل المثال لا الحصر، تركت آثارًا مدمرة لا يمكن تجاهلها أو التغافل عن كوارثها، فهو صاحب افتكاسة الجامعات الأهلية التي شوَّهت المنهج الذي قام عليه التعليم الجامعي في مصر ومبدأ المساواة، أي أن الرجل بفكرة واحدة ضرب الدستور، ونافس القطاع الخاص فيما كان هو، كدولة، صاحب الفضل الأكبر فيه من ترسيخ المفهوم الدستوري الذي لا يزال يتحدث عن مجانية التعليم والمساواة.
لم يكن ذلك وحده هو ما فعله خالد عبد الغفار، ولك أن تسأل عن سبب واحد وجيه لإنشاء كلية زراعة في جامعة الملك سلمان، وكيف أن هذه الكلية التحق بها أربعة طلاب فقط، مخصص لهم عميد ووكلاء وأساتذة ومدرجات ومناهج وقاعات و“سكاشن”، بينما كليات الزراعة في الجامعات المصرية لا تجد طلابًا من الأساس والأكثر إثارة أن جامعة الجلالة ضمت ضمن كلياتها كلية للخدمة الاجتماعية !!
تغيير مفهوم الدولة عند خالد عبد الغفار أو فهم سيادته للدولة يحمل من الضبابية ما جعله ينهر مريضًا ويطالبه بأن “يبوس إيد الدولة” قبل أن يشكو من خدمات وزارة من المفترض أنها جزء من أدوات الدولة في خدمة المواطن الذي هو صاحب “الليلة كلها” وليس مجرد “ساكن” بنظام المفروش أو الإيجار الجديد.
خالد خلط بينه وبين الدولة، إذ اعتبر نفسه هو الدولة، وهو افتراض لم يفعله أعتى مجرم في أدبيات الخروج عن الدولة ووثقته السينما المصرية في تحفة فنية تحت عنوان “الجزيرة”.. عزت حنفي وقف متباهيًا بقوته وهو يردد “من هنا ورايح مفيش حكومة.. أنا الحكومة”.. تصوروا أن خالد تخطى هذا المفهوم ليرى في نفسه الدولة وليس الحكومة.
خالد عبد الغفار الذي ترك أثرًا مشوهًا في تجربته بالتعليم العالي نال مكافأة عن فشله في هذا القطاع ليصبح فجأة وزيرًا لصحة أكبر دولة في محيطها وهو منذ أن جاء وتشاغله أفكار الأرباح والتجارة، وخير مثال على ذلك ما فعله في مستشفى مبرة المعادي الذي استولى عليه، وقام بتأجيره لقطاع خاص بدعوى أنه لا يحقق أرباحًا.
لم يتوقف سيادته عند هذا الحد، بل إنه استعان بأحد مساعديه، ويدعى الدكتور أحمد سعفان، في مخالفة دستورية ليشرف على العلاج الحر بالوزارة، وهو في الوقت نفسه يدير مشروعات صحية خاصة أو أهلية، أي أن سيادته في الصباح يراقب العلاج الحر، ويمارسه مساءً!
وخالد عبد الغفار الذي يحصل على راتبه من المواطن الذي شكا له مظلمته من سوء المعاملة، تجرأ وطالب المواطن بأن يشكر الدولة من دون أن يوضح لنا ما مفهوم الدولة لدى سيادته، كيف تجرأ أمام الكاميرات ليطالب صاحب الفضل في وجوده على رأس منظومة الصحة في مصر بأن يشكره، وهو المفروض عليه وحسب أدبيات العمل العام مجرد وزير في خدمة الشعب إن قام بواجبه أهلًا به، وإن لم يفعل فإن الشعب صاحب القرار في بقائه من عدمه.
مشكلتنا أن هناك مَن اعتلوا المناصب في غفلة من الزمن، ولم يتورط واحد فيهم بعمل سياسي يعرف من خلاله كيف يخاطب الناس، فالناس هم الأصل وهم الأساس، وهم أصحاب البلد، وهم الركن الأساسي في مكونات الدولة التي لا يعرفها خالد عبد الغفار، وكل مَن على شاكلته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا