عندما ينزعج الرئيس (2)
بعد أن انزعج الرئيس لحال الدراما المصرية في رمضان، ودخول من هب ودب على الخط تضامنا مع انزعاج السيد الرئيس، حيث كان دخول معظمهم رياءً ونفاقا ليس إلا، حيث انتهت حقبة الانزعاج بعدد من التصريحات والاجتماعات، وأنا وأنتم والموسم القادم قادم لمن يحيا ويرى.. سترون أن الأمر لن يعدو كونه حالة انزعاج فشنك.
أقول إن الرئيس سبق وأن انزعج لحال التعليم في مصر، وعلى ذات النهج انزعجت مؤسسات، وانزعج أفراد وقامت الدنيا وقعدت فجأة، ورغم أن السيد رئيس الوزراء كان ضمن فريق المنزعجين إلا أنه باغت القوم باختيار وزير للتربية والتعليم نال ما نال بسبب ما تردد عن شهاداته المضروبة وبقي الوضع على ما هو عليه.
ورغم أن التعليم وقود الحياة وإكسيرها وسر تقدم الأمم إلا أنه اختفى السادة المنزعجون فجأة، وترك الأمر لوزير الدكتوراه إياها ليقدم مشروعا أثار جدلا ولغطا، لايزال قائما بين العامة والخاصة، ولم يقترب سيادته ولا غيره من أساس المشكلة، ولم يطرق باب الحلول العلمية التي تحتفظ بها أدراج مصرية خالصة.
ومع انزعاج الوزير وغيره نذكر -لعل الذكرى تنفع قوما مؤمنين- أن حال التعليم في مصر بلغ ما بلغ من حالة الإهمال والانهيار حتى إن إحصائيات رسمية تقول إن العجز في بند المعلمين وحده وصل إلى أكثر من 469 ألف معلم بنهاية موسم 2024/2023 م.
وزاد هذا العجز ليصل إلى 625 ألفا بحلول موسم 2025/2024 وهو الموسم الحالي، وأن عدد المعلمين الذين يخرجون إلى المعاش شهريا يصل إلى خمسة آلاف معلم، بينما نقف على عتبة تعيين 30 ألف مدرس منذ سنوات، وكأننا في براح من وقتنا وأزمتنا.
ورغم أن الوزارة افتكست عددا من الحلول لمواجهة العجز في الفصول الدراسية، ومن بينها استغلال ما أسموه بالفراغات في المدارس لإنشاء فصول دراسية، مع استغلال مدارس الثانوي العام في الصبح لتكون مدارس للتعليم الأساسي، وفي المساء للثانوي إلا أن الوضع يبقى ماضيا نحو أزمة خانقة.
المثير أننا نهدم بعض المدارس لنقيم مساجد -أي والله- وهو أمر لو تعلمون عظيم، فأنا أفهم أننا ونحن في هذا المنحدر بالغ السوء، لابد وأن نفكر في استخدام المساجد والكنائس لتصبح فصولا دراسية لبعض الوقت، لمحاربة الجهل والتخلف والتقهقر، وهو أمر لو فعلناه لوصلنا إلى حلول أكثر نجاعة.
إن مشكلتنا مع ما يطرحه الرئيس أنه يأخذ منحى "اللقطة" وينتهي بمجرد غياب الفلاش أو اختفاء الكاميرا، ليبقى الأمر فقط مجرد انزعاج وهمي، لا يطرح حلا ولا يصل إلى عمق المشكلة ليقضي على أسباب الانزعاج، وهكذا يدور الوطن في حلقة مفرغة من الانزعاج ثم الهدوء إلى أن يعبر الرئيس عن انزعاجه من جديد في أمر آخر جديد، وما أكثر من أمورنا المزعجة في وطن يعاني كل أمراض الإدارة.
بقي التعليم المصري محلك سر واستمر الانهيار وماكينة الإنتاج لا تطرح إلا جهلا وعبثا وسرابا يحسبه الظمآن ماءً، وما هو بماء، سبقتنا أمم كنا معلميها، وأصبحوا في مواقع متقدمة، أما نحن فلا نزال نتغني بماض تليد، نحكي ونتحاكى عن أيام أن كان المعلم رسولا، ونتركه نهشا للحاجة والعوز والفقر، فكانت النتيجة أن تصبح مناهجنا هشيما تذروه الرياح، لا تقدم مواطنا صالحا للعيش بين البشر.
أصبحنا أضحوكة الأمم بعد أن كنا الأمة المستنيرة المنيرة، وصار الخريج المصري طريد الأسواق لا يجد من يعترف به، وكيف يعترفون به وهو في ذيل العلم والتطور، وأضحت مصر مسرحا هزليا ينتج كل حالة انزعاج مادة للسخرية والهزل والانهيار.
إذن ليس المهم أن ينزعج الرئيس، والأهم أن تكون نتائج هذا الانزعاج مشروعات علمية تقوم بها البلاد وتنهض بها العباد، حتى لا يصبح الانزعاج وحده هدفا وغاية، لكل من أراد صورة ليصبح جزءا من المشهد، بعيدا عن النتائج الحقيقية التي تقدم حلولا عملية قابلة للتطبيق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا