الترند.. عشوائيات القيم
أن تعيش في بيت من زجاج.. أن تفقد سترك.. أن تصبح حرمتك مدعاة لكلام الناس وعيونهم.. أن تفقد بعض قيمك.. أن تصبح صورة باهتة من إنسان كنت تعرفه يومًا.. مشهد يرتسم أمامي كلما رأيت لهث الكثيرون وراء تلك الآفة الملعونة المسماة بالترند التي أراها حمى إنسانية ومجتمعية تصيب الغافل عن قيمة المراهن عليها مقابل مشاهدات وإعجابات وربما أموال.
ماذا أصابنا لنرى رجالًا يلبسون زي النساء ليقلدوا مشهدا تمثيليا في فيلم هنا أو مسلسل هناك؟
ما هي تلك الحياة التي نخرج فيها أطفالنا الصغار أمام كاميرات هواتفنا وهم يبكون أو يتضجرون من عبء المذاكرة والإمتحانات كما فعلت إحداهن من فترة؟ كيف لك يا سيدتي أن تعلمي إبنك أن يستر بيته عندما يصير رجلًا مسؤولًا؟!
ماذا جرى لدرجة أن أرى رجلًا مسننا وزوجته يخرجان علينا بهراء لا يناسب سنهم، وماذا يقولون لأبنائهم وأحفادهم؟ أم أنهم من المشجعين لا الرافضين والمستنكرين.. مشاهد هي العبث بعينه تطل علينا كل يوم من نافذة بيوت فقدت سترها ووقارها، وليس البيوت فقط فقد خرجنا إلى المدارس أيضا فقد رأيت منذ أيام معلمة فاضلة تقبل يد زوجها مدير المدرسة في طابور الصباح.
ما هذا الهراء والسخف الذي حسبته في البداية مشهدا تمثيليا يعلمون به الطلاب القيم عن طريق الفن، فإذا به حقيقة وواقع زوجة تقبل يد زوجها ورأسه في فناء المدرسة لا لشئ إلا من أجل الآفة اللعينة المسماة بالترند.
قد يتساءل البعض من أعطاكِ الحق في التفتيش في نوايا البشر؟ والإجابة بسيطة إنهما لم يتركوا لنا حتى أن نفترض فيهم حسن النية، فإذا كانا يريدان ذلك حقا لا دعاية فلهما بيت ستر لهما ولأولادهما.
وأسأل هذه المربية الفاضلة أي قيمة تركتيها في نفوس طالباتك وعقولهم؟! أي خلق حسن علمتيهن إياه؟! أي صورة رسمتيها في مخيلتهم عن المرأة؟!
من حقك تقبيل يد زوجك ورأسه أو حتى قدمه فهذا شأنك ولكن في بيتك وليس هكذا على رؤوس الأشهاد وسط طلاب ستظل هذه الصورة محفورة في وجدانهم.. تكبر البنت على أن ذلك أمر عادي بل وواجب، ويكبر الولد على أن ذلك حق وفرض عين..
سيدتي لقد أفسدت أنت وزوجك ومن صفقوا لكما عقول قطرات الندى الطلاب الذين شاهدوا هذا المشهد الذي لم أشعر فيه بذرة صدق.. لم أر فيه أي تكبير لقيمة.. لم أتعاطف مع كل تفاصيله.. لم أجد فيه سوى اللهث وراء الترند الذي أفسد القيم وجعلها عشوائية تسكن الشاشات والصفحات بعد أن كان ملاذها الأول والأخير عقول الناس وقلوبهم ونفوسهم السويّة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا