بلطجة بطعم السياسة
في كتابه المهم السلام الضائع في اتفاقيات كامب ديفيد، قال وزير الخارجية الأسبق محمد إبراهيم كامل: إنه في صباح يوم السبت 16 سبتمبر 1978 ذهب إلى استراحة الرئيس السادات في كامب ديفد وطلب الحديث معه لا بوصفه وزير خارجية يتحدث إلى رئيس الجمهورية، ولكن بوصفه صديقًا وأخًا أصغر وبحسب تعبيره أكلا معًا عيشًا وملحًا على مدى 33 عامًا، استحلفه بالله ألا يوقع على الاتفاقية التي رآها كامل بعيدة كل البعد عن السلام الذي كان ينشده السادات نفسه، وعندما رفض السادات تقدم الوزير باستقالته من منصبه.
رأى محمد إبراهيم كامل أن بنود الاتفاقية خاصة المتعلقة بالمساعدات تجعل من مصر تابعًا سياسيًا للولايات المتحدة مما يقلل من مكانة مصر وهيبتها، وكونها لاعبًا أساسيا ومحوريًا في المنطقة،
والسؤال هل التلويح الأمريكي بين الحين والآخر بقطع المعونات، والمنح هو واحد من تبعات كامب ديفيد؟!
هل أخطأ السادات عندما وافق على هذه الاتفاقية بهذا الشكل؟ هل لم يتقن استغلال دهائه السياسي في الوصول إلى أقصى درجات المكاسب؟ هل جعل السادات من المعونات الأمريكية ورقة ضغط تجعلنا دائما في موقف المقاوم وبكل قوة لهذا الضغط؟ ربما تكون الإجابة لدى السياسيين أفضل منها لدى.
إن التلويح الأمريكي الدائم بمنع المعونات والمنح لم يعد جديدًا علينا، فبحسب ما سمعته من سيادة اللواء دكتور سمير فرج في أحد البرامج -الذي أُكن له كل تقدير واحترام وقد جمعتني به لقاءات وحوارات ثرية في برامج مختلفة- قال إن الولايات المتحدة منعت المعونات العسكرية لمصر أربع سنوات كاملة، ولم يستطع ذلك أن يحرك الموقف المصري قيد أنمله.
إن قوة الموقف المصري تجاه البلطجة الترامبية غير آتية من فراغ، وإنما من تاريخ عريق كتبه المصريون عبر آلاف السنين.. من حضارة جذورها ثابتة في أرض طيبة لا نبتة شيطانية يريد ترامب زرعها في أرض مقدسة بتهجير أصحابها وملاكها الحقيقيين.
من شعب أصيل لم تفرقه محن أو أزمات نختلف نعم نفترق لا قاعدة وصخرة نكسر عليها نحن المصريون أي محاولات لشق الصف، من جامعات وقفت وبكل قوة مع الطلاب أصحاب المنح الموقوفة محافظة على مستقبلهم في رسائل طمأنة لهم بألا تخافوا خلفكم حائط صد لن تلينه قرارات حمقاء من أشخاص أكثر حمقًا.
من مؤسسات ونقابات مهنية قوية تقف في وجه أي محاولة للي الذراع المصري وزعزعة الثوابت التي نؤمن بها، وهنا وجبت التحيه لنقابة الصحفيين والحريات معًا على موقفها المهم في جمع النقابات المهنية الأخرى على وحدة الصف.
إن الموقف المصري الرافض لكل أشكال الضغوط على مصر كي تقبل ما يتعارض مع ثوابتها ليس جديدًا علينا، فنحن من حاربنا الغزاة وصهرنا الثقافات وعلمنا العالم كيف تكون الحضارات، لذا لن تجدي معنا البلطجة حتى ولو كانت بطعم مصالح السياسة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا