يوم في القلعة!
أمر على القلعة، من وقت لآخر، حين اتخذ طريق صلاح سالم إلى مصر الجديدة، وكل مرة أتمنى أن أصعد إلى منطقة القلعة بأكملها، أستعيد ذكريات ربع قرن منذ آخر زيارة مع أسرتي ومع إخوتي من المنصورة.. وأمس خطفني الدكتور عبود مصطفى عبود الناشر والروائي وصاحبه رجل الأعمال السعودي البارز عبد العزيز الكريديس، وربما كان وصفه بعاشق مصر أدق وأحق..
صعدنا الربوة، وفتحت البوابات بعد تفتيش السيارة، وكان أمن التفتيش مهذبًا وودودًا.. ركنا السيارة بسهولة، ونزلنا لنجد طابورًا طويلًا من السياح والعرب والمصريين، وتفرع من الطابور طابور. وكلهم إلى باب ضيق يفضي إلى قطع التذاكر بالفيزا..
لاحظت أنه زحام بلا مبرر، ولا ضرورة، والموظف في شباك قطع التذاكر بطيء، وتساءلت لما لا يكون شباكان وثلاثة للتيسير وعدم لطع السياح طويلا وفيهم أمهات يحملن أطفالًا، صبرنا وعبرنا وقطعنا وتوجهنا للمرور عبر البوابات الإلكترونية..
ست منافذ كبوابات محطات المترو، كلها معطلة ولا تعمل سوى بوابتين. والناس طوابير متوازية متتالية، نصحت الموظف بفتح المزيد من البوابات، ولماذا لا تعمل بقيتها، فنصح العرب والمصريين بآخر بوابة بينما استمر مرور الأجانب، من الصين ومن اليابان ومن تايوان ومن أوروبا ومن الشرق الأوسط، استمر مرورهم من البوابة الواحدة.. وتضايقت من الصوت العالي المفزع للموظف وهو يوجه الناس بأسلوب شعبي جًّدا.. بعبارة أخرى "بلدي أوى يا حسين".
عملية قطع التذاكر، وبالفيزا والطوابير تتم بطريقة عفوية، ليس فيها ترتيب وأداء احترافي راق، ولما دخلنا كانت الطريق إلى أعلى نظيفة جدًّا وتنسمنا هواء نقيًّا، ولما لا فنحن الآن فوق القاهرة من عل.
دخلنا جامع محمد علي، بالاحذية تعلوها أكياس بلاستيك كتلك المستخدمة في غرف الإنعاش بالمستشفيات، والبهو أمام الجامع ملأته كراسي الافراح والليالي الملاح..
أما داخل المسجد الرائع بأنواره ونقوشه وهندسته المعمارية فقد مضينا جميعا في أرجائه، ولاحظت أنهم رفعوا عنه السجاد تماما، تجولت داخل الجامع، واتجهت صوب مقبرة والي مصر ومؤسس نهضتها الحديثة محمد علي باشا، وصورتها وقرأت الفاتحة، ومن الجامع إلي زنازين العصور المظلمة..
طرقة متوسطة الطول علي جانبيها أبواب ثقيلة موصدة مسلسلة، جعلوا في أعلي الباب منها فتحة مربعة تنظر خلالها لترى مجسم لشخص معتقل مكبل القدمين بكرة حديدية ثقيلة جدا وحجمها كبير جدا قد كرة القدم !
ومن زنازين المعتقل إلي متحف الشرطة فالمتحف الحربي، وطول الوقت نرفع رؤوسنا لنبلغ المآذن والقلاع والمرابض، ونتعجب للعمارة التي صمدت منذ بناها صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي، وجددها محمد علي باشا..
وأمام مسجد محمد علي قبع قصر الجوهرة المنكوب بالحرائق، وهو قصر الحكم وكان والي مصر شيده لزوجته، ثم صار مقرا لزيارات كبار رجال عصره، وتعرض القصر لحريق في عهد محمد علي ثم في عهد الرئيس السادات عام 1972، وحريق في عام 2012.. وأحزنني أنه مغلق، تعلوه الكآبة ويظلله التجاهل التام!
وفي طريق الخروج تلتقي هندسيًّا بطريق الصعود، ووقع نظرنا على كشك مشيد من الألمونيوم الأسود يبيع قطع آثار فرعونية! بالذمة هل هذا مكان فرعوني أم مملوكي إسلامي؟ والكشك ببنائه غير مناسب للبيئة المحيطة، ثم خذ عندك المفاجأة.. صفوف من الكلاب الضالة تعوي وتركض في المكان.. هل هذا المكان التاريخي الذي شهد قرونًا من الأحداث العظام الجسام في تاريخ مصر لا يستحق أن تديره خبرة احترافية راقية، بدلًا من شغل الموظفين الخائب الروتيني؟
لحق تطوير بالإضاءة ليلًا على شكل مدرجات من اللمبات المضيئة أعطت مظهرًا خلابًا في الليل، المطلوب تطوير التعامل، وتدريب شباب يقدر معنى أنك تتعامل مع ضيوف جاءوك من بلادهم ليتمتعوا ويتعلموا، ومن ثم لابد أن يجدوا أساليب مهنية من أطقم مصرية مدربة.
وأنا خارج رحت استدعي صورة ذهنية لمذبحة القلعة، إذ حشر محمد علي باشا المماليك كلهم ودعاهم علي وليمة ليودعوا حملة إبنه طوسون إلى الحجاز، وبعد الوليمة كان الرماة بالمرصاد فزنقوهم في الممر الذي اتخذناه صعودًا، وظل القتل والذبح حتى الليل، سالت الدماء، بينما نجا محمد بك الألفي من المذبحة وفر إلي الصعيد.. حلة في الزمان والمكان جددت الذاكرة، واستدعت نقدًا هدفه الإصلاح.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا