كيف فقد الجيش السوري إرادة القتال؟
هو لغز حقيقي مفجع! ضاعت سوريا، سقطت سوريا، في اثنى عشر يوما. ليست ثورة شعبية على الإطلاق، ولا هؤلاء هم الثوار، بل هو غزو إرهابى بقرار سياسي، نفذت تفاصيله مخابرات تركيا وروسيا وإيران تحت مظلة أمريكية.
ويقطع محللون كثيرون أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوري الهارب بشار الأسد إلى تركيا كانت زيارة إخلاء طرف من سدة الحكم، فيها أخطر بوتن بشار رئيس سوريا بأن تكاليف حرب روسيا مع أوكرانيا تقتضي منه التنازل عن دعم بشار في منصبه..
وأن تسليم السلطة سلميا للمتمردين، هو حل في مصلحة كل الأطراف، فالدعم الروسي لن يستمر، وإيران وحزب الله في احتضار بسبب الضربات المؤثرة للطيران الإسرائيلي، كما أن تركيا تريد تسوية الأوضاع نهائيا على حدودها.
كلهم إذن باعوه. وسقطت سوريا وبمجرد دخول قوات المتحور محمد الجولاني الذي أجريت له عملية تجميل سياسي مع تهذيب اللحية فصار أحمد الشرع، نفذت إسرائيل غارات كاسحة شاملة، جوا وبحرا وبرا، قضت فيها تماما علي مقدرات الجيش الوطنى السوري..
أكثر من خمسمائة دبابة، كل الأسطول البحرى السوري بغواصاته ولمنشآت صواريخه وسفنه وفرقاطاته. كارثة بكل المقاييس، أفظع وأبشع من هزيمة 5 يونيو 1967.
استمتع الطيارون الإسرائيليون بتدمير كل مخازن الأسلحة الاستراتيجية، كل البنية التحتية للجيش، مراكز أبحاث تطوير الصواريخ.. منطقي أن نسأل: وأين الجيش السوري؟
نعم، أين الجيش الذي يجب أن يحارب دفاعا عن وطنه؟ لم يطلق الجيش رصاصة واحدة مؤثرة! خلع زي الشرف وتبخر. فر. وصمة ستلاحق العسكرية السورية لعقود طويلة مخزية التعبير المهذب. التعبير الذي يستخدمه الدبلوماسيون حاليا هو أنه فقد إرادة القتال!
هل هذا ممكن؟ لقد حصل. إذن فهو ممكن في سابقة نادرة. ممكن عسكري، فصيلة لواء يتمرد، ينسحب طوعا من ميدان المعركة، لكن جيشا بأكمله تصيبه مصيبة عدم الرغبة في صد الأعداء عن شرف الوطن وعرضه، ويفسح المجال، وينهار أمام قوات إرهابية وتنظيمات مسلحة، تمضي في سوريا مدينة بعد أخرى كما تمضي النار في بئر بنزين، أو سكين في تورتة!
عوام الناس في ذهول، لكن العسكريين في المنطقة في ذهول أشد. متى يفقد الجيش الوطني، أي جيش إرادة القتال؟! المفروض والطبيعي والمنطقي ألا يفقد إرادة القتال.. فالدفاع عن الوطن شرف وواجب ووظيفة، وليس حالة مزاجية، ولا هو قرار جماعي بنحر البلد، وتقديمه لقمة هنية للعدو.
ممكن جدا يفقد فصيل واحد أو مجموعة أو ضابط رغبته في الهجوم علي أرض مظلومين، وضميره يؤنبه، وهذا نادر، لأن القتال وظيفة الجيش، بقرار سياسي متى صدر فلا وقف للقتال إلا بقرار سياسي..
من أجل هذا يظل فرار الجيش السوري بأكمله من أرض المعركة والتخلي عن سلاحه كاملا، دباباته وطياراته، وغواصاته وسفنه ولنشاته وصواريخه، يتركها للعدو، يدمر منها ما يشاء، بل ويهبط الإسرائيليون إلى المخازن والمواقع ويستولون على كل ما تبقى بالتدمير، غنيمة حرب لم تقع..
وهكذا، تتكشف أوراق التواطؤ، ما بين بشار وحلفائه مضافا إليهم تركيا وواشنطن، فتتوالى تصريحات البيت الأبيض بأنهم يدرسون جديا رفع الجولاني ومسلحيه من قوائم الإرهاب، والتعامل معه، بل بالفعل يجري البيت الأبيض وبريطانيا وفرنسا اتصالات مع المتحور أحمد الشرع.. صنيعتهم الجديد مثلما صنعوا أسامة بن لادن وأشباهه..
ونتعجب إذ يقولون إنهم لن يحكموا سوريا، بل ينظمون شئون البلاد حتى مارس وبعدها يتركون الحكم لمن يختاره الشعب السوري.. سمعنا ورأينا مثل هذا الكلام من الإخوان، بيت الرذيلة الأصيل في تكريس العداء للأوطان. أما موقف الشعب السوري الفرحان فعجيب.. السكينة سرقاه.
ويبقى السؤال اللغز: كيف فقد الجيش السوري مناعته الوطنية ونخوة الجندي المقاتل؟ أهناك اتفاق؟!
تتكشف الأسرار مع الأيام المقبلة.. ونتابع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا