المدهول!
لا أعرف هل هى حالة خاصة، خاصة بي وشخصية أم هي حالة عامة؟ عموما العقل يقول إن التعميم صعب، وبالتالي فمن المنطق أن نقول إن البعض فى حالة عدم تركيز، البعض فقط؟ البعض وأكثر قليلا! عموما، كل واحد عارف نفسه، وعارف ماذا يشعر بالضبط حين يضبط نفسه تائها في لحظة نطلق عليها لفظة "الدهولة".
هو لفظ شعبي قديم، هو يستخدم في النداء علي شخص نقول له مع تكرار ذهوله عن الأشياء ونسيانه، يا مدهول علي عينك!
حالة الدهولة هى أن تنسى مثلا أين وضعت النظارة منذ خمس دقائق، ثم تبحث عنها في كل مكان وبعد الدوخة سبع دوخات تجدها في أغرب مكان، تظن أن عفريتا يلاعبك، تستغفر الله، وتردد في سرك وأنت تقسم بخالق الكون أنك كنت وضعتها هنا علي الترابيزة أمامك..
لا بأس لا تحزن على نفسك. لست وحدك. يحدث وأنت تستعد للسفر أن تراجع غلق النوافذ والأبواب وتحكم، وتتم علي كل شئ، وتتفقد جيوبك، نعم ها هو المفتاح، ها هى المحفظة، عمرانة والحمد لله بالبطاقات الخالية من الرصيد، ها هو مفتاح السيارة، تمام، تمام وتهرول وتركب وتنطلق وبعد بضعة كيلومترات، تتذكر فجأة أنك لابد أن ترجع الي البيت فورا وحالا، فقد نسيت الموبايل!
يا ربى! يا ربى! كيف يحدث لي هذا، لماذا يحدث لي هذا ؟ لقد راجعت وتممت على كل مفردات السفر أو الخروج ومغادرة البيت.
طبعا لن تسلم من “نأورة الأولاد” وقبلهم السيدة زوجتك، ولو متحفظين قليلا ستجدهم يكتمون الضحكات، ويقولون في همس: عادي يا بابا أهي أول مرة!
ربما تشاركهم الضحك لإفساد حالة التنمر العائلي المعتادة. الولد الأصغر سيهمس لأمه: إنه السن يا أمي السن! عندئذ ستنفجر، أنصحك أن يكون انفجار ضحكات ومسايرة، بدلا من تثبيت فكرة ارتباط الدهولة بتراجع التركيز بسبب السن.
الدهولة وغياب التركيز في الحقيقة له أسباب عديدة، أوضحها طبعا كثرة الضغوط وتعدد أوزانها، فهناك دائما ضغط كبير ناتج عن مشكلة كبيرة تلقي بظلالها علي بقية الهموم والمتاعب، هذه المشكلة الكبيرة تعمل في الخلفية الذهنية. تسحبك معها، رغم أن ملامحك الخارجية تؤكد حضورك المادي الواعي..
كلا أنت مسحوب، ذهنك كله ممتص داخليا، وحركتك الخارجية، خطواتك، صوتك، حركة الرأس واليدين كلها عصبية متوترة، بسبب الضغط الداخلي، من ناحية وبسبب مجهودك لاخفاء عصبيتك، ومن ثم يتضاعف التوتر، ويتكرر عدم التركيز..
كثيرون، وعلى سبيل العزاء، ينسبون إلى كورونا وأيامها السوداء، أنها وراء ثقل السمع، والدهولة!
يرددها المدهولون بثقة ربما ليبرروا الأسى الضارب في جوانب روحهم، حسرة على وقدة الذهن التى تنطفئ!
كورونا أو تواطؤ الهموم عليك وعلي، لا بأس تقبل الوضع، ما دمت تتبدل حالة الأسى بإطلاق الضحكات والسخرية من الموقف.. هذه وسيلة فعالة للدفاع عن النفس. لا تحزن. ولا تقف كثيرا عند الشعور بالأسى، واعلم أنك لست السيد الوحيد المدهول على عينه في هذه الدنيا.. يا مدهول.فأنا أنا مثلك وأكثر!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا