القاهرة ودمشق والنفعية السياسية
السؤال الذي يتردد الآن في الشارع المصري، بل والعربي، لماذا لم تذهب أي وفود مصرية، إلى دمشق للقاء القيادة السياسية العسكرية الجديدة؟ مسئولو مخابرات دول عربية وغربية وشرقية ذهبوا، وقدموا الدعم، والاعتراف بالوضع السياسي الجديد بعد هروب الجيش السوري الوطني من مواقعه والتخلي عن بشار الأسد الذي فر هاربا إلى موسكو، فدخلت قوات الإرهاب، تحت مسمى قوات المعارضة المسلحة، واستولت على الحكم يوم الثامن من ديسمبر.
يلفت النظر هنا أن قناة الجزيرة هي أول من استخدم تعبير قوات المعارضة المسلحة، ولم تسمهم إطلاقا، الفصائل الإرهابية.. بعد الأحداث، والهرولة الامريكية، وإلغاء مكافأة العشرة ملايين دولار المخصصة لاصطياد الجولاني، الشرع حاليا، وبعد ظهور موقف تركيا الراعي الرسمي لما جرى، يمكن تفسير موقف المحطة التى تلاحقها الشكوك الدائمة..
ما علينا.. موقف مصر يقوم علي وحدة وسلامة وسيادة الدولة السورية، بل هذا موقفها منذ أيام وسنين بشار الأسد، وهذا موقفنا تجاه أية دولة، احترام مؤسساتها المنتخبة وسلامة ووحدة أراضيها..
بالنسبة لسوريا فلها مكانة خاصة في الوجدان المصري، شعبيا وسياسيا وعسكريا، ولكن لا يمكن لمصر أن تتغاضى عن أن الحكام الجدد بالقوة العسكرية، بتواطؤ دولي إقليمي، هم عناصر إرهابية كانت حتى يوم السابع من ديسمبر مطلوبة للعدالة، بل فيهم عناصر إرهابية مصرية شديدة الخطورة..
يحق لمصر إذن أن تدرس وأن تتريث، وأن تراقب، وهل معسول الكلام الصادر عن كوادر الحكومة الجديدة، معظمها وزراء إدلب، هو السلوك الحقيقي؟
موقف المراقب يتسق مع الوضع المؤقت في سوريا، وهو مؤقت حتى مارس القادم موعد الانتخابات هناك، وحتى وضع دستور سوري لا يقصى طائفة أو مذهبا أو دينا أو اتجاها سياسيا..
ليس معنى الموقف المصرى أنه يجلس في نافذة المتفرج، فالكل هناك، قبل وبعد، لمتابعة التطورات، ومدى انضواء بقية الفصائل تحت قيادة الشرع المحسن غربيا، بتشديد السين!
هناك وجهة نظر إعلامية ترى من الضروري التعرف، والتعرف يعني المصافحة مع أياد ملطخة بالدماء، فهل تغسل الدماء هذه انتخابات شرعية نزيهة، تسفر عن شرعنة حكم يتصدره إرهابيون سابقون؟
النفعية السياسية تقول نعم، صافحه طالما غسل يديه داخل صناديق الاقتراع، وما دام هذا هو اختيار الشعب السوري.. فعلتها الخارجية الأمريكية بعد ساعات من وصول الجولاني إلى دمشق! يتوقف الأمر في النهاية علي مدى نزاهة وسلامة العملية الانتخابية..
من ناحية دمشق، فإن أسعد الشيباني وزير خارجية الحكم الجديد، غرد بأن سوريا تريد بناء علاقات عامة واستراتيجية مع مصر، قال بالنص: "تتطلع إلى بناء علاقات مهمة واستراتيجية مع مصر تحت إحترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شئونهما".
بل إن وزارة الاعلام السورية بادرت إلى التبرؤ من تصريحات الإرهابي عبد الرحمن القرضاوي التى بثها في فيديو من داخل الجامع الأموي بدمشق يتهم فيه مصر والسعودية والإمارات بالعمل ضد الحكم الجديد..
قالت الوزارة السورية إن ما يبثه زوار البلاد من تصريحات لا يعبر عن موقف الحكومة.. ولم تحدد اسم القرضاوى.. موقفنا إذن منطقى، لكن هل هو واقعي؟ بعد الانتخابات سيتحول هؤلاء الإرهابيون إلى قوة شرعية فماذا نحن فاعلون؟
من أجل هذا تراقب القاهرة وتدرس، ومن المؤكد أن القرار الصحيح هو ما يخدم مصالح مصر.. ولتكن البوصلة هي تصرفات الحكام الجدد.. لننتظر ونر..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا