الإنسان الخارق

لطالما سمعنا وقرأنا وشاهدنا وثائق وأفلام خيال علمي تجسد أحلام وطموحات وبرامج تستهدف الخلود، وتبشر بالإنسان الخارق ولنا أن نتخيل عالما تحول فيه الإنسان إلى سوبرمان – إنسان خارق أو فائق، تحرر من كثير من القيود البيولوجية، وإزداد ذكاؤه أضعافا مضاعفة، مقارنة بإنسان العصر الحالي.

وفي نفس الوقت عالمًا خاليًا من الأمراض والآلام. وفيما يبدو أن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة فى مصير الإنسان كإنسان، وستتحقق الأحلام والخيال الفني والعلمي والبداية بمرحلة جديدة من التطور البشري، تشهد ظهور نسخ مُعدلة صناعيًّا من البشر.. 

تلك النسخ الهجينة التي تندمج فيها التكنولوجيا بالأعضاء الحيوية للإنسان فتصبح مكونًا رئيسيًّا من الجسد البشري، يختلط فيه اللحم بالسيليكون، والعقل بالأسلاك، والإدراك بحالة شحن البطارية، فيظهر لدنيا جيل جديد من البشر أو أنصاف البشر، جيل يستطيع أن يتذكر أدق التفاصيل ولا يخطئها، ويعمل أطول فترة ممكنة دون كلل أو ملل، لا تتأثر قراراته بالعواطف أو المشاعر، ولا يشعر بالإرهاق أو الألم.. 

وهذا السباق سيصل خلال سنوات قليلة إلى أمتاره الأخيرة، والنتائج غير متوقعة، وقد تكون صادمة ولدي إيلون ماسك توقعات أن يصل تطوير الذكاء الاصطناعي إلى الحد الذي يصبح فيه أذكى من أذكى إنسان بحلول العام المقبل أو 2026.

وستغير الثورة التكنولوجية ما نقوم به وما نحن عليه، وستؤثر على هويتنا وكل الأمور المرتبطة بها، حيث سيتغير شعورنا بالخصوصية، وبمفاهيم الملكية، وأنماط الاستهلاك، وهكذا فأن التطورات العلمية ستتواصل بما سيمكن الإنسان من العيش لفترة أطول، ويتوقع أن يأتي اليوم الذي سيكون فيه الموت ناتجا فقط عن حوادث استثنائية. 

وأن الظروف المعيشية الجيدة ووراثة جينات جيدة وتقدم الطب هي مفتاح العيش إلى الأبد ليدخل العالم مرحلة ما بعد الإنسانية الطبيعية، وهو ما سيؤدي إلى تحسين أوضاع الناس من خلال تقليل الفقر والمرض والإعاقات وتعزيز قدراتهم العقلية والجسدية.. 

حتى ولو كان ذلك عن طريق الدمج بين الإنسان والحاسب الآلي ولا سيما في موضوع التقدم في الطب، والتخلص من كثير من الأمراض التي تفتك بالبشر، من حالة الإعاقة التي يسببها جهازنا العصبي، وسيساعد المشلولين على السير على أقدامهم، ويساعد العميان على أن يروا العالم من جديد، وسيجعل ذاكرتنا ذاكرة أبدية لا ننسى معها أي تفصيل، وسيمكننا من معالجة آلاف البيانات بسرعة الضوء.

وتوقعات بإن البشر في المستقبل سيكونون أكثر طولا وجمالا وبأن النساء قادرات على الإنجاب في سن متقدم، وهذا هو الجانب المضئ والمبهج للإنسان المعدل جينيا وتكنولوجيا، غير أن الجانب الآخر ربما يكون صادما ويؤدي لإنهيار الكون والإنسانية معا بأي خطأ تقني خاصة مع  تلاشي العواطف والاحاسيس وبرودة المشاعر، وغياب الدفء الإنساني.. 

لا علاقة لهم بسيدنا يعقوب

التحركات التركية المريبة!

وربما تفقد كلمة الحب كل ما عرفته الإنسانية منذ بدء الخلق، وحتي انعدام الأخطاء نتيجة برمجة الإنسان سيفقد شغف الحياة، وقبل الإنبهار والدخول لعالم الإنسان الخارق هناك أسئلة أخلاقية وتنظيمية كثيرة، قبل أن تكون أسئلة علمية، لا بد من الإجابة عنها أولًا.. 

فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، كيف يمكن له حذف مشاعر معينة من قائمة الخيارات بهذه السهولة؟ وهل تتحمل طاقة الإنسان النفسية هذا الكم الرهيب من الذكريات والأفكار والنظريات والإدراكات المختلفة دون أن يبدأ في الانهيار؟

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.