تدوير الوجوه
في مصر ثلاثة أجيال علي الأقل أكثر علما وتأهيلا لعلوم المستقبل، لا يجدون فرصتهم في شتي مناحي الحياة، هناك أيضا ثلاثة أجيال تتشبث بالحاضر وتسيطر علي أحلام الأجيال الثلاثة الأخري، ذلك أن عملية الإحلال والتبديل تسير ببطء، مما يخلق جيلا رابعا محروما من الترقي في الفن والرياضة والصحافة والسياسة، بفعل سياسات التدوير في كل مؤسسات البلد.
صحيح أن الخبرة مطلوبة ، ولكن فائض طاقة الأجيال المحرومة تستنزف رصيد الوطن، تحت زعم أهل الثقة، وعليه اختفي أسطوات المهن الذين كان لكل منهم تلاميذ يتوارثون الصنعة، كبديل جاهز لملء أي فراغ ، وكنا نستطيع اختيار عشرات المؤهلين في أي منصب.
صحيح أن الدولة تنبهت لذلك، ووظفت نوابا للوزراء والمحافظين، ورؤساء للهيئات، وفي كل انتخابات هناك مقعد لنائب الرئيس، لكن الصحيح أيضا أنه لم يتم حماية هؤلاء وتحصينهم من التهميش المتعمد ،خاصة في ظل عدم تحديد أي مسئولية لهم، فأصبحوا كخيال المآتة!
وانظر مثلا إلي اتحاد الكرة كان الجميع ينتظر وجوها جديدة، ولكن لم يتقدم أحد وفازت القائمة الوحيدة بالتزكية، رغم أن الرئيس الجديد كان تحت التحقيق في الإخفاقات التي منيت بها الكرة المصرية عام 2019 !
وانظر للمسلسلات والأفلام وصناعها نفس النجوم والمخرجين وعند الاستعانة بأي وجه جديد يبرز بسهولة لأن الجمهور متشوق لأي وجه جديد، في المقابل وجدنا مئات النجوم تشكو من البطالة ونفس الأمر تقريبا يقال علي النقابات المهنية، لدرجة أن هناك محترفين يخوضون كل انتخابات بأصوات تعد علي أصابع اليد الواحدة.
وانظر لانتخابات الأندية هناك وجوه تحتكر أي انتخابات رغم فشلها، ولكن يعاد تدويرها مرات ومرات لدرجة أن الوعاء الذي يتم الاختيار منه لا يتم تجديده ،وأصبح آسنا كالمياه الراكدة، وهناك نواب يتوارثون الدوائر أبا عن جد، ولايسمح لأي منافس مهما كانت كفاءته، والأمر كذلك وجدنا ظاهرة الإحجام عن المشاركة في الانتخابات
وإذا كانت للدولة مبرراتها بحثا عن الاستقرار لما حدث بعد 25 يناير فليس هناك مبرر لكثير من الهيئات والمؤسسات، وخاصة في مواقع لها علاقة بالفن والإعلام والرياضة واتحادات الطلاب..
ذلك أن الجميع مصريين ويقفون في نفس مربع الحفاظ علي الدولة واستقرارها، لكن يصبح السؤال المحير: لماذا يبقي بعض الأشخاص في أماكنهم سنوات عديدة، وهم لم يشهد لهم أي تطوير أو إبداع في مناصبهم؟!
ربما تكون تلك دعوة لاستنهاض حزب الكنبة، ذلك أن قلة الانخراط في السياسة بين الشباب مقلقة جدًا في ضوء الحالة المتدهورة التي نعيشها
لقد نشأ شباب اليوم في مجتمع تركهم محبطين إلى حد كبير من السياسة والعملية السياسية. منذ سن مبكرة عندما تم قصفهم برسائل سلبية عن السياسة والسياسيين. ثم إن الحلم والعمل هما السبيل الوحيد لإثبات أنك حى ترزق وقادر على الفعل والإضافة والتطور، وربما تجاوز الأحزان ومحطات التوقف الإجبارى القدرية...
لذا فإن من يحاول أن يمنعك من العمل ويحاصرك ويدمر مسيرتك المهنية ويهدف إلى تحجيمك ويسعى للأذى فى رزقك يمارس جريمة الشروع فى قتل لا تسقط بالتقادم
ومواجهة ذلك تكون بأكثر من سبيل: إما بالهروب منه، أو التكيف معه بالمعنى الانهزامي للتكيف، أو الصدام معه بالمعنى الانتحاري، أو مواجهته عبر رؤية ممتدة تجمع بين استراتيجية طويلة المدى، مع خيارات عملية راهنة تفكر وتعيد التفكير وتحاول وتعيد المحاولة، لأن حجم الصراع الذي نواجهه وسوف تواجهه الأجيال من بعدنا ضخم وعميق طالما نعيد تدوير نفس الوجوه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا