التحركات التركية المريبة!
الأمر المؤكد أن هناك فراغ كبير في المنطقة إزداد بعد سقوط الدولة السورية، فراح الذئاب يسارعون كل منهم يلتهم جزء في محاولة لملئ الفراغ بوضع اليد، وهناك سباق بين إسرائيل وتركيا مع غياب أي مشروع عربي..
وتتجه تركيا منذ عقدين لبسط نفوذها وفق الرؤية التي قدمها أحمد داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا السابق، وأحد أبرز مفكري حزب العدالة والتنمية.. إذ يرى أوغلو أن على تركيا أن تستخدم الموروث الثقافي والجغرافي لنشر نفوذها في الدول التي كانت ضمن السلطنة العثمانية، ومنها سورية ومصر والسودان وليبيا ومن هذا المنطلق.
وجدنا تركيا تتدخل وتصلح بين الصومال وإثيوبيا، وعقد أردوغان اجتماعًا بين أبي أحمد ورئيس الصومال، وتم حل مشكلة الميناء والقاعدة البحرية التي اتفقت عليها إثيوبيا مع الإقليم.. وذلك لتحقيق مصالح تركيا كنجاح لدبلوماسيتها الخارجية وتحديدا في منطقة القرن الإفريقي، فللأتراك مصالح إستراتيجية في هذه البقعة المتميزة بحساسية جغرافيتها..
وبالفعل وكما ورد بوسائل الإعلام فإن أولى هذه المكتسبات لتركيا برزت بموافقة الصومال بإعطاء الأتراك حق البحث والتنقيب عن مصادر الغاز بالبحر الأحمر فى المياه الاقتصادية الصومالية، وهذا في غير صالحنا لأنه أفقدنا أحد أوراق الضغط على إثيوبيا.
كما أنه يعني تمدد تركيا جنوب مصر وغربها في ليبيا.. وقد يحمل الغد مفاجآت أخري وقد وقعت إثيوبيا على إتفاقية المصالحة لاستشعارها القلق عن ضياع أو طمس مذكرة التفاهم التي وقعتها منذ 3 أشهر تقريبا مع إقليم أرض الصومال (صومالي لاند)..
والتي تعترف بموجبها باستقلالية صومالي لاند عن الصومال، (ما اعتبر تحركا دبلوماسيا غير قانوني وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة الصومال التي ترفض انفصال الإقليم عنها منذ بداية الأزمة في 1991)، مقابل حيازة قطعة من ساحل الأخيرة على البحر الأحمر بطول 20 كيلومترا.
فإثيوبيا مما لاشك فيه قد خافت من ضياع هذه الفرصة بعد فوز المعارض العنيف عبدالرحمن محمد عبدالله (الشهير بعبد الرحمن عرو) بانتخابات رئاسة الإقليم، على حساب سابقه موسى نيهي عبدي في نوفمبر 2024، أي بعد شهرين من الاتفاقية المزعومة، ومن الواضح إن أبي أحمد الإثيوبي متفرغ تماما لمراقبة مصر وإفشال خططها في القرن الأفريقي.
تقاربنا مع إرتريا وحصل تبادل زيارات للرؤساء واتفاقيات، فأجرى مصالحة فورية مع إرتريا وأعاد فتح السفارات بعد قطيعة أكثر من عشرين عاما، يذهب الرئيس لزيارة تنزانيا أو كينيا فيقوم أبي أحمد بزيارتهم في نفس الأسبوع لمحو أي آثار للزيارة المصرية..
تقاربنا مع الصومال وأرسلنا قادة هناك لتدريب قواتهم فطلب وساطة تركيا غير الصافية نفسيا تجاهنا لإجراء مصالحة مع الصومال وإفشال التواجد المصري هناك، وهو يعتمد على الخداع دوما بمعنى أنه لايزيل أسباب الخلاف مع الصومال ولكنه يقول أنه سيتم التفاوض وبحث الأمر أي ملاوعة..
ومن قبل طلب دعم السودان للسد الإثيوبي واستمالة البشير والوعد بإرجاع الأراضي المستولى عليها للسودان في الفشقة وغيرها.. ولكنه وعد أيضا بمفاوضات وبحث الأمر ومر 12 عاما دون إرجاع الأراضي للسودان..
الأمر يحتاج متابعة ومراجعة لتصرفات هذا الرجل والتصرف على أساسها وإرساء قواعد قوية للاتفاق مع دول الطوق حوله بحيث تكون أقوى من أي تراجع أو محاولة للتقارب مع غيرنا.
ومن المعروف إنه في رئاسة ترامب السابقة كان قد تم التوصل لمسودة إتفاق قانوني لملء وتشغيل السد الإثيوبي ورفضته إثيوبيا وحدها.. فهل تستطيع مصر إحياء هذه المسودة، وأن يقوم ترامب بالضغط على إثيوبيا لتوقيعها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا