الصناعة الإعلامية.. في سوريا ما بعد الأسد!
يخطئ من يظن أنه يملك تصورا حقيقيا للكواليس والخفايا التي شهدتها الأيام والساعات الأخيرة التي سبقت سقوط، أو بالأحرى تبخر، نظام بشار الأسد.. يخطئ من يظن كذلك أن لديه تصور أو سيناريو أقرب للحقيقة للتطورات التي سوف تشهدها سوريا خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.. وفى ذات الإطار يخطئ من يظن أن لديه تصورا واقعيا للحالة الحقيقية المسيطرة الأن على الشارع السوري.
الحادث أن الوسائل المعنية بتقديم الإجابات الشافية عن الأسئلة والاستفسارات الأنف ذكرها عاليه، وأقصد تحديدا وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تتابع التطورات على الأرض، لم تكن مهتمة سوي بترويج الأحداث والتطورات بما يتفق مع الهوي السياسي الذى يحكم القرار التحريري في تلك الأجهزة الإعلامية، سواء قبل أو أثناء أوبعد التطور اللافت الذى إستجد مؤخرا على المنطقة..
بدء بتقدم قوات ما يعرف بهيئة تحرير الشام من أقاصي الحدود للدولة السورية عبر المدن الرئيسية إلى أن وصلوا إلى العاصمة السورية دمشق، وكان غياب الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للدولة السورية هو القاسم المشترك الأعظم خلال الأيام القليلة التي شهدت هذا التحرك المثير لأفراد ما يعرف بهيئة تحرير الشام..
وكلل هذا غياب الدولة السورية بكل اجهزتها بهروب الرئيس السابق من قصره قبيل ساعات قليلة من وصول قوات هيئة تحرير الشام إلى حدود العاصمة!
بالطبع لا أستطيع التأكيد أو حتى التنويه إلى أن هناك ترتيبات تحدد أدوارا متفق عليها مع بعض أجهزة الإعلام أو تم الاتفاق مع مسئوليها على التمسك بمواقف معينة أو تركيز التغطيات على إبراز أو الترويج لأمور أو تطورات معينة.
أقول هذا في المجمل ولكني لا أستطيع تجاهل أو الإشارة بأصبع إتهام مؤكدة لوسيلة الإعلام التي رتبت لإجرار حوار تليفزيوني مع أبو محمد الجولاني الذى إتخذ إسما جديدا هو أحمد الشرع قائد أو رئيس ما إصطلح على تسميته بهيئة تحرير الشام..
بدا من الحوار أنه محاولة واضحة جدا للترويج لبدء عصر جديد في سوريا وتقديم حاكم جديد بملامح جديدة مصنوعة بحرفية لتزيل من الأذهان أوصافا التصقت به قبل سنوات أودت به إلى المكوث فيما يعرف من بعض دول الغرب بقوائم الإرهاب وبمنظماته!
بدا الرجل مع المذيعة التي غطت رأسها، احتراما لذلك القائد الذى قاد وإعترف وتم حساب وضعه من عديد من الكيانات والدول والأجهزة الاستخباراتية متعددة ومختلفة الجنسيات، على تنظيمي القاعدة وداعش، فقد بدأ الجولاني مسيرته كمقاتل شاب في صفوف تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة في العراق..
وبعد عودته إلى وطنه خلال الحرب الأهلية السورية، قاد فرع الجماعة الإرهابية في سوريا عندما كانت تحت إسم جبهة النصرة، وإستمر في قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة وتطورت منظمته إلى هيئة تحرير الشام، المعروفة أيضًا باسم منظمة تحرير الشام، في أوائل عام 2017.
قال الجولاني، خلال الحوار التليفزيوني الذي رأه كثيرون تمهيدا لتوليته زمام الأمور في سوريا، إنه مر بفترات من التحول على مر السنين: "الشخص في العشرينات من عمره ستكون له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمره، وبالتأكيد شخص في الخمسينيات من عمره.. هذه هي الطبيعة البشرية".
وقالت شبكة CNN التي عرضت المقابلة مع الجولاني إن الحوار كان بمثابة تغيير جذري للخطاب المتشدد الذي استخدمه خلال أول مقابلة متلفزة له على الإطلاق في عام 2013، عندما أجرت قناة الجزيرة مقابلة مع وجهه في الظل، وفي ذلك الوقت، ركزت تصريحاته على تعزيز فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
أضافت الشبكة على موقعها الإلكتروني أن الجولاني طرح رؤية مختلفة للبلد الذي مزقته الحرب، وفي علامة على محاولته تغيير علامته التجارية، إستخدم علانية أيضًا إسمه الحقيقي لأول مرة -أحمد الشرع- بدلًا من الإسم الحركي الذي يُعرف به على نطاق واسع.
وأكرر وكان لافتا أن هذا الحوار أذيع قبيل إتمام سيطرة قوات هيئة تحرير الشام على كافة الأراضي السورية بما فيها العاصمة، ما يجدد التشكك وراء ظروف إتمام وإذاعة هذا الحوار، الذي لم يكن ليتم في الظروف العادية دون مساءلة وإتهام بمحاورة مدرج على قوائم الإرهاب!
الصورة الإعلامية الأخرى اللافتة، والتي أراها صورة لم تكن إلا لركوب الموجة وتحقيق أي فرقعة إعلامية، أو هكذا أري، تلك المقابلة التي روج لها الأستاذ عماد الدين أديب باعتبارها انتصارا تليفزيونا كبيرا، بعدما قرر التوجه الى إسرائيل للقاء من قال أنه سياسي وأكاديمي إسرائيلي لبحث أسباب سقوط نظام بشار الأسد وتأثير ذلك على الوضع في سوريا والشرق الأوسط وإسرائيل.
جاء الحوار أقل من عادي ولم يبدو على الضيف أية أمارات علم ببواطن الأمور، وبدا الأستاذ عماد الدين أديب حريصا على الإدعاء بالقيام بدور إعلامي مؤثر، ولكنه لم ينجح بحسب ما أري، رغم التبرير بأنه يسعي الى معرفة العدو وكيف يفكر!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا