رئيس التحرير
عصام كامل

الطريق الثالث فى الإنتخابات الأمريكية

الطبيعي أن تنتهي عملية فرز الأصوات في الانتخابات الأمريكية المنتظر إجراؤها بعد ساعات قليلة بالتوقيت المحلي للولايات المتحدة الأمريكية، الطبيعي أن تنتهي بإعلان فوز مرشح وهزيمة الآخر.


الطبيعي أيضا إنه بعد الإعلان الرسمي بفوز مرشح دون الآخر، يبادر المرشح الخاسر بتهنئة المرشح الفائز في إتصال هاتفي أو في بيان صحفي أو ما شابه، ما يعني قبولا من المرشح الخاسر وتأكيدا بأن العملية الانتخابية تمت دون تجاوزات أو خروقات.
 

هذا هو الطبيعي أو المعتاد في الإنتخابات الأمريكية التى تجري كل أربع سنوات وعلي مدي القرن ونصف القرن الماضي، ولكن المرات الثلاث وأربعين التى جريت فيها الإنتخابات الأمريكية شيء، وهذه الانتخابات المنتظرة شيء مختلف أو هكذا يبدو حتى الآن!


فالمرشح الديمقراطي دونالد ترامب يعتبر أنه هو الرئيس الفعلي للبلاد ولكن تم استلاب حقه في العام 2020 بالتزوير وتواطؤ مؤيدي الحزب الجمهوري العاملين في الأجهزة القضائية والإدارية في عدد من الولايات المتحدة، بحسب تعبيرات ترامب الذي يواصل في كل من محطاته وصف الولايات المتحدة بسبب حكم بايدن والجمهوريين بالمتهالكة، التى تواجه اجتياح ملايين المهاجرين غير الشرعيين المجرمين، وتعاني إفلاسا اقتصاديا وأخلاقيا فيما ينخرها، وبالطبع لم تخل خطابات ترامب من الشتائم والعبارات المهينة إلى منافسته، التي وصفته بالفاشي.
 

وبالطبع لا تزال مشاهد العنف غير المسبوق التي وقعت في مبني الكونجرس يوم تسليم السلطة في السادس من يناير عاىم 2021، من ترامب إلى بايدن، ماثلة في أذهان الرأي العام الأمريكي وبين أوساط الرأي العام في مختلف دول العالم، التى كانت تنظر للولايات المتحدة الأمريكية وتجربتها الديمقراطية بشكل مختلف وتعتبرها تجربة راسخة قوية لا مجال فيها للمظاهر التى تبدو في بعض الدول التي تدعي التزامها بالديمقراطية.


إتهامات ترامب ترد عليها دوائر الحكم الحالية بقيادة بايدن، والمرشحة الديمقراطية كمالا هارس بإنهم لن يسمحوا لعصر الفوضي أن يعود، في اشارة واضحة ومباشرة إلى سنوات حكم ترامب بعد فوزه في انتخابات 2016..


وقالت تقارير إعلامية أن المنافسة لا تزال محتدمة قبيل سويعات قليلة من إجراء عملية التصويت، دونما مؤشرات أو توقعات بأي من المرشحين أقرب للفوز، وإن كان كل من المرشحين يبدي ثقته في النصر، فالواقع أن المنافسة شديدة ونوايا الأصوات متقاربة إلى حد أن بضع عشرات آلاف الأصوات قد تكفي لحسم نتيجة الانتخابات.


وصوت حوالي 80 مليون ناخب من أصل 244 مليونا بشكل مبكر، من بينهم المرشحة الجمهورية كمالا هاريس نفسها، أما خصمها، فسوف يدلي بصوته اليوم الثلاثاء قرب مقر إقامته في فلوريدا.
 

ولا يقتصر الترقب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع، وهو الذي لم يعترف حتى الآن بهزيمته في انتخابات 2020..


وباشر المعسكران الانتخابيان لكل من هاريس وترامب منذ الآن تقديم عشرات الطعون والشكاوى إلى القضاء، فيما يخشى ثلث الأميركيين أعمال عنف بعد الخامس من نوفمبر.. وعمدت ولايتان على الأقل، هما واشنطن ونيفادا، إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني كإجراء احترازي.


وفي جورجيا، وضعت أزرار إنذار في متناول موظفي الانتخابات لتنبيه السلطات في حال الخطر..
وفي أنحاء أخرى من البلاد، تعتزم بعض مكاتب الاقتراع اتخاذ تدابير مراقبة عبر الطائرات المسيرة أو نشر قناصة على السطوح. وفي العاصمة الفدرالية واشنطن نصبت حواجز معدنية حول البيت الأبيض والكابيتول ومواقع حساسة أخرى.

 


التقارير الإعلامية أيضا تقول أن السباق الإنتخابي الحالي تميز بكل أنواع المزايدات في بلد يشهد شرخا عميقا، كما أن هذه الإنتخابات شهدت تقلبات وتطورات مفاجئة وفي طليعتها تعرض ترامب لمحاولتي إغتيال، وإعلان الرئيس الحالي بايدن تنحيه عن استكمال عملية الترشح لمنافسة ترامب لتحل محل نائبته كامالا هاريس.

الجريدة الرسمية