حلاوة روح
قبل أن أصبح واحدة من أبنائه كنت أمر على ذلك المبنى الساكن حضن النيل مستمدًا منه عظمته... شامخا كتاريخه.. ملهما لحضارة وريادة مثله... كم كانت كثيرة هي تلك الأسئلة الدائرة في ذهني وأهمها متى سأنتمي إلى ذلك الشموخ وتلك الريادة؟ كم كانت عيناي يملؤها الدمع لمجرد أن يمر بعقلي خاطر ألا أكون... أما الآن وبعد عقود من تحقيق الحلم أبكي عليه نعم أبكي عليك يا ماسبيرو وعلى ما آل إليه حالك وحالنا.. على عُمر لن يعود..على جهد بُذل بحب وانتماء ولم يقدر حق التقدير...على حيوية أصابتها الشيخوخة... على إحساس قاتل بأننا أصبحنا كخيل الحكومة ننتظر رصاصة الرحمة.
في كل مرة كانت تتغير فيها قيادات ماسبيرو كنا نحلم ونأمل ونتعشم خيرًا... نسمع كلمات براقة ووعود وكلام معسول وعهود على رأي الست ثم نستفيق على جزء من الريادة والتاريخ وقد ذهب بغير عودة إلى أن أصبح ماسبيرو مكانًا بلا روح.. جدرانًا يسكنها الشجن.. أبناءً أصابهم الإحباط.. يعملون بلا إمكانيات حقيقية وبجهود فردية وبدوافع الانتماء لمكان صاحب فضل.
ومنذ أيام جاءت ماسبيرو قيادات جديدة تعدنا بما مللنا سماعه... تمنينا ببداية جديدة تليق بنا وبالمكان.... تحثنا على بذل جهد أفقدنا سابقوها الشغف لبذله.... تحلم باستعادة ما كان وهذا حقها وحقنا بل ونحن على أتم الاستعداد لمعاونتها في ذلك.. ولكن كيف؟ تلك هي المسألة والمعضلة والأزمة.
أيها السادة إذا أردتم استعادة ماسبيرو الذي كان ريادةً وهيبةً وقوةَ تأثير فعليكم أن تخبروننا أين ذهبت أمواله هل ستسآءلون سابقيكم عنها؟ هل تعلمون حجم رواتبنا ولماذا تسير زيادتها سير السلحفاة؟ هل ستعيدون لأصحاب المعاشات حقوقهم الضائعة وتحفظون عليهم كرامتهم وماء وجههم؟ وهل تعلمون أن منهم مات حسرة وكسرة من ديون لم يستطع سدادها في انتظار مكافأة نهاية الخدمة التي ما زالت واقفة عند 2019؟ وإذا فتحنا باب الأسئلة في مستحقاتنا المالية أظنه لن يغلق أبدًا.
هل ستجددون دماء ماسبيرو بتعيينات جديدة تعيد إليه شبابه وحيويته؟ هل ستمنحون القدامى من أبنائه ما يستحقون ماديًا ومعنويًا؟ هل ستعيدون لنا نحن أبناء ماسبيرو هيبتنا التي كنا نستمدها من هيبة ماسبيرو وتكفينا فخرًا واعتزازًا وعزةً؟ هل ستقولون للشخصيات العامة ضيوف ماسبيرو - الذين لم يعودوا يهتمون بالظهور على شاشاته وعبر أثيره – كما كان يقول السيد صفوت الشريف لهم إذا جاءك مذيع من ماسبيرو فكأنني أنا القادم إليك في إشارة إلى وجوب الاحترام والتقدير بل والتوقير أيضًا؟
هل ستعيدون شعار حصري على التليفزيون المصري عندما كانت مسلسلات رمضان تعرض على شاشات ماسبيرو أولًا ثم تعرض بعد ذلك في الفضائيات؟ هل ستعيدون قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج وصوت القاهرة للمقدمة مرة أخرى؟ هل ستعيدون للإذاعة المصرية هيبتها وتاريخها وقوة تأثيرها؟ هل ستعيدون استديوهاتها للإنتاج الدرامي والموسيقي والبرامجي مرة أخرى؟ أم ستظل كما هي تعمل بلا إمكانيات حقيقية وبعضها يغلق عند الخامسة مساء بعد أن كنا نبيت فيها حبًا لعملنا وللمكان المنتمين إليه؟
هل ستعيدون لنا الرعاية الطبية التي كانت تتحمل عنا أعباء بتنا نتحملها وحدنا لأنه أصبحت لا رعاية ولا طبية؟ هل ستقومون بجولة تفقدية بين طرقات ماسبيرو لتعرفوا ما نتحمله في مكان أفقده الإهمال إحساسه بآدميتنا كما كان في السابق؟ هل ستعيدون لماسبيرو كونه إعلام الدولة والناس الأول بل والأوحد الناطق باسمها.. المعبر عنها هويةً وتاريخًا... الداعم لها كصخر صلب لا تلينه أزمة ولا محنة؟
أيها السادة نعم حملكم ثقيل ومهمتكم صعبة ولكن إذا أردتم استعادة ماسبيرو صدقًا فنحن معكم وبكل قوتنا ولكن عليكم الإجابة على الأسئلة التي مللنا طرحها... معرفة مساحة حركتكم وتحديدها بدقة... إدراك ما لديكم من إمكانيات تؤهلكم لتحقيق أحلامكم... فإن لم تستطيعوا فرجاءً وعلى الأقل اتركوا لنا بيتنا ماسبيرو الذي نعيش فيه وله حتى ولو كان من قبيل حلاوة روح.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا