حاجه تفرح.. إنه كلاكس النصر!
عادة، يشعر المصريون بالفرحة فى حياتهم الاجتماعية، إذا زادت المرتبات والمعاشات في الآًونة الأخيرة، أو إذا فزنا في مباريات اقليمية أو دولية، وبصفة عامة فإن الغلاء الذي هو كالوباء منكد علينا كلنا حياتنا، ويكاد يعصف ببرج العقل الوحيد المتبقى.
لكن الحقيقة أننا كلنا عادت إلينا مشاعر فرحة كبيرة، أضاءت الصدور المخنوقة، وبثت فينا أملا كبيرا، مع افتتاح مصانع شركة النصر للسيارات.. شعور بالفخر والاعتزاز بأن مصر تحافظ على أصولها العملاقة، وتطورها باحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في العالم.
لشركة النصر للسيارات ذكريات وتاريخ، وللسيارة فيات 128، وفيات 127 وفيورا وتمبرا، رائحة لا تغادر الذاكرة، لم تكن سيارات فاخرة، لكن من كان يملكها كان محظوظا، وهي رخيصة السعر، قطع غيارها متوافرة، وهي في الشارع المصرى كانت بمثابة هوية للطبقة المتوسطة..
للحق يرجع الفضل في انشائها عام 1960 للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان عدد العاملين عشرة الاف، وحققت مبيعاتها للمنطقة والسوق المحلي رواجا وسمعة طيبة وثقة في جودة التصنيع، سواء في الأتوبيسات أو الجرارات، أو الملاكي، أو اللوارى، والمحاريث.
أغلقت الشركة أبوابها عام 2009 بسبب مليار جنيه مديونية، وتقلص عدد العمال إلى 300، ثم أعادها إلى الحياة قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي طلب توطين صناعة السيارات في مصر.. وأمس إحتفلت مصر بافتتاح الشركة، وفرحة رئيس الحكومة دكتور مدبولي تملأ ملامحه كمواطن مصرى فخور باستعادة الروح لهذه الشركة، التى لها مكانة كبيرة مثلها مثل شركات الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وكفر الدوار، وهي بالمناسبة تعرضت لتطوير شامل يحق لنا أيضا الفخر بها.
سوف تنتج الشركة الاتوبيسات الكهربائية صديقة البيئة، وهى تعمل بطاقة متجددة، وسوف يكون مسرح عملها الأول، تشغيلها في العاصمة الادارية، وسوف تنتج 40 ألف سيارة ملاكي كمرحلة أولي، والسوق المحلي يحتاج نصف مليون سيارة تقريبا..
نحن إذن فرحون بأن نصف مكونات هذه السيارات مصرى ونطمع إلي زيادة المكونات لتكون مصرية خالصة، لكن مع الصبر والإتقان والإهتمام سوف يتحقق هذا الأمل..
ونطمح كمواطنين أن تبادر الحكومة إلى التعجيل بانقاذنا من إطارات السيارات المستوردة التى توحشت أسعارها. نريد إطارات صناعة مصرية، النسر تاريخ نعتز به، ونريد بطاريات صناعة مصرية نعتز بها، والنسر أيضا كانت إسما تجاريا ووطنيا موثوقا به.
هل إنتهت مصانع المنطقة الاقتصادية بقناة السويس من بناء وتشغيل مصانع الإطارات للسيارات الملاكي؟ لا أحد يعلم.. كانت هناك هوجة قبل عام عن إطارات أنتجتها المنطقة للسيارات النقل والموتوسيكلات.. أما الملاكي فلا حس ولاخبر. لعلهم يفرحونا بخبر التشغيل لنواجه غول الأسعار.
مرة اخرى نهنئ أنفسنا والحكومة على تطوير شركات قطاع الأعمال العام، وننتظر المزيد من الافتتاحات.