أربعة أسئلة ضرورية في تحليل الضربة الاسرائيلية
بعد منتصف ليلة أول أمس بساعتين تقريبا، بدأ العرض العسكرى الدرامي الذي كان العالم يترقبه شرقا وغربا، وفي منطقتنا نحن علي وجه أخص، فقد انطلقت ثلاث موجات من الطائرات الحربية الاسرائيلية لضرب إيران.
أخيرا قررت إسرائيل تنفيذ الضربة المنتظرة بعد أن أبلغت الدولة التى ستضربها أنها لن تؤلمها بقوة، ولا يجب أن ترد علي إسرائيل الضربة، وتم نقل رسالة الطمأنة العسكرية السياسية إلي إسرائيل عبر وسطاء عرب وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وقنوات مباشرة مع أمريكا أو غير مباشرة.
من ناحيته كان المرشد خامنئي قال إن إيران لن ترد لو جاءت الضربة الاسرائيلية معقولة وبعيدا عن النفط وعن المنشآت النووية، ومن ناحيته كان نتنياهو إعتبر ضرب هذه المنشآت فرصته التاريخية، وأخطر الإدارة الأمريكية بضرورة إغتنام الفرصة لكنها حذرته بشدة، فإلتزم نتنياهو في طاعة استثنائية لأول مرة منذ السابع من أكتوبر في العام 2023.
وهكذا استجاب نتنياهو لطلب بايدن وضرب 20 هدفا عسكريا ركز فيها على بطاريات صواريخ ومصانع المسيرات ومستودعات الأسلحة، ومحطات الرادار لإصابة الدفاع الجوي الإيراني بالعمي!
قطعت الطائرات الحربية الاسرائيلية مسافة 1700 كيلومترا، ولم تدخل المجال الجوى الإيراني قط، مزودة بالوقود من طائرات وقود مصاحبة، ناهيك عن ال F-16 وال F35، وبعد حالة التعتيم منذ ليل أول أمس حتى أمس، تبين أن الطيران الحربي الاسرائيلي عبر أجواء سوريا والفضاء الأمريكي في العراق..
لاحظوا مصيبة ودلالة التعبير الأخير، وعلي بعد مائة كيلومترا من الحدود العراقية الايرانية وجه صواريخه ومسيرات حملتها الطائرات إلي ثلاث محافظات من بينها العاصمة طهران. ونلاحظ أن الضرب كان من العراق الخاضع للتحالف الدولي تحت قيادة أمريكا!
قتلت المائة طائرة التى أطلقت صواريخ ومسيرات أربعة أشخاص فقط لاغير، تماما كما قتلت الصواريخ الايرانية المائتان مواطنا واحدا في إسرائيل.. من أجل هذا يعتبر أشد الناس سذاجة أنها تمثيلية باخراج أمريكي.
السؤال الآن، بل الأسئلة، لماذا الضرب الساخن بين الصديقين اللدودين، إيران وإسرائيل، يكون علي الأرض اللبنانية وبالدم اللبناني؟ لماذا تحرص أمريكا علي ألا تضرب إسرائيل المحطة النووية الايرانية؟ بالنسبة للسؤال الأول، لأن حزب الله إيراني الهوى والولاء والتسليح والتمويل والقرار رغم أنف الدولة الوطنية اللبنانية، وتستعمله إيران علي غير أرضها تعبيرا عن توازن القوى مع إسرائيل وتهديد المنطقة بالتوتر المستدام..
السؤال الثاني الخاص بالحفاظ علي المنشآت النووية الايرانية وحرص أمريكا آلا تضربها إسرائيل هناك رأيان، الأول أن أمريكا هاريس توشك أن تسلم بإيران نووية، خاصة أن صنع قنبلة نووية علي مرمي أسبوع أو إسبوعين كما قال وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الاميركية، وهو ما ترفض إسرائيل التسليم به، وستعمل لإزالة الخطر النووى كما توعد نتنياهو..
وهناك رأي أخر يعول علي عودة ترامب رئيسا وعندئذ سيطلق يد إسرائيل لتدمر المنشآت النووية الإيرانية، وإذا جاءت كمالا هاريس رئيسة لأمريكا فربما تسلم بنووية إيران أو تغض الطرف عن هجوم إسرائيلي كاسح يزيل خطرا يفتح سباق تسلح نووي في الخليج، لتتساوى الرؤوس، ولتتوازن قوى الردع الفارسية والعربية!
السؤال الأخير هل سترد إيران علي الرد الإسرائيلي الذي هو رد علي الضربة الإيرانية التى كانت ردا علي الضربة الاسرائيلية؟
دورة ألعاب لدول تدمر في العرب وتمسح كرامتهم.. ويباد شعب تحت ناظري الدنيا كلها.. في غزة وفي الضفة.. والقتل مستمر في لبنان بديلا عن إيران!