رئيس التحرير
عصام كامل

تحبون من يقتلنا بدرجة أقل؟

سنقول قولا ثقيلا، قول الحق صادم وله وقع الألم والمصيبة، لكنه يفيق المخدورين، المغيبين، سنقول قولا ندرك حقائقه في أعماقنا، بل نتبادل الكلام حوله في مجالسنا.. ذلك أمر يتعلق بمصيرنا مع السيد الجديد القادم إلى البيت الأبيض في الرابع من نوفمبر، أي بعد أسبوعين من اليوم، وربما سيدة، لا فرق، فكلاهما يستمتع بضرب المنطقة وتهذيبها وتطويعها وإخضاعها لمصالحه ومصالح إسرائيل، 
من الأفضل لنا رئيسا؟ ليس لنا رؤساء إلا من يحكموننا الآن، فالسؤال في غير محله!


كلا السؤال في محله لأن من يحكم أمريكا يحكم العالم بقياداته، إذ لا قرارات، ولا إجراءات إلا بتصريح من ذخائر القوة الغاشمة الأمريكية.
 

 

سؤال آخر صادم تحبون من يقتلنا بدرجة أقل؟ كامالا الهندية المخلطة أم ترامب الأبيض الأصفر الأشقر العنصرى؟ جربنا دونالد ترامب أربع سنوات، ابتز فيها الخليج ابتزازا، وكان فجا سليط اللسان تاجرا وبقالا عيني عينك، فقد قال في وجوههم لا بقاء لكم علي عروشكم أسبوعين إلا بفضل المظلة الأمريكية، بالضبط بالضبط كما قالها لأعضاء حلف الناتو ولرؤساء أوروبا التى يسميها القارة العجوز، ادفعوا لأحميكم، لاشئ مجانا!


موقفه مع مصر من سد النهضة والمراوغة الحبشية كان مساندا لمصر بل أرغم الأحباش علي المثول أمامه في المكتب البيضاوي ووفدنا المفاوض، وكان التوقيع علي الاتفاق القانوني الملزم وشيكا، لكن الإثيوبيين لا عهد لهم ولا شرف كلمة، فتملصوا وتهربوا وتلاعبوا بالإدارة اللاحقة. 

 

لكن هل لو حصلت مصر علي الضوء الأخضر لفرض نتائج القوة الغاشمة علي جسم السد الذي يهدد وجودنا كملايين تجاوزنا المائة، وهل لو فعلتها مصر.. أنأمن ألا تكون مكيدة كتلك التى فعلتها أمريكا بصدام حين أغوته السفيرة الأمريكية ابريل جلاسبي بميوعة موقف بلادها إذ سألها عن موقفهم إذا غزا الكويت، واحتله، إذ قالت لا موقف لهم والقرار قراره! فدمروه لاحقا! ويدمرون المنطقة منذ ذلك اليوم البغيض. 

 
فرص ترامب حاليا متساوية تقريبا مع كامالا هاريس، التى أظهرت الاستطلاعات حتى يوم أمس أن تقدمها توقف، وأن الفارق بات ضئيلا جدا، بل أن ترامب يتقدم بثبات. 


ترامب عنصرى جامح عملي انتقامي شعبوي وإذا كان هناك كلام عن الصحة العقلية والذهنية لبايدن فهو كلام يتردد بقوة عن عقل وذهنية ترامب أيضا، ولو اختاره الأمريكيون فقد اختاروا من سيقسمهم، واختياره له تداعيات خطيرة علي العرب. والقضية الفلسطينية، فهو لم يتردد في التصريح بضرورة توسيع مساحة إسرائيل لأنها صغيرة جدا وحولها فراغ جغرافي هائل!

 


أما عن كامالا هاريس، فهي منافقة كما رئيسها، تطلب من إسرائيل قتل الفلسطينيين بحنان، وبرافة، ورئيسها الذابل الذاهل الذاهب إلي الجحيم، يتحدث طول الوقت بلسانين: أحمي إسرائيل بقوة وعتاد وذخائر وطائرات وصواريخ، وأطالب بدولة فلسطينية! معنا يقول ولا يفعل، ومع إسرائيل يقول ويفعل.. الخلاصة إن إسرائيل تحكم أمريكا..

الجريدة الرسمية