رئيس التحرير
عصام كامل

.. إلى أن قالها الرئيس!

تابعنا أمس افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحطة القطارات التبادلية في بشتيل، لتكون بوابة قطارات الصعيد ذهابا وايابا، والحق أن المحطة بتصميماتها الفرعونية والتنفيذ الراقى الدقيق، والتشطيب المبهر أثارت في النفوس الاعجاب والفرح، وما احوجنا إلى الفرح في هذه الأيام الغبراء..

 

وإذ نقدر الجهد العظيم الذي يقوم به الوزير نائب رئيس الوزراء للنقل والمواصلات والصناعة وأنه فعلا رجل ينجز ويحقق المطلوب كما هو بحذافيره، فإن من الواجب أيضا الانتباه إلى ما قاله الرئيس عن فاتورة استيراد بالمليارات من الدولارات، كان يتعجب لانفاقها بينما يمكن بالفعل توفير مليارات الدولارات لو صنعناها في مصر.. 


تعجب الرئيس كل العجب من استيراد الفويل، ورق معدني نلف به الطواجن ونستعمله في المطابخ المنزلية وغير المنزلية، وتعجب من استيرالموبايلات بتسعة مليار دولار، وشوكولاته ب400 مليون دولار وسيارات بكذا مليار دولار..


وقال إن استيراد هذه المواد بهذه الأموال الضخمة يعني وجود سوق لشرائها، فلماذا لا ننتجها؟ والحق أنه كانت لدينا مصانع تنتج الشوكولاته كورونا وأظنها لاتزال موجودة، وهناك مصانع لانتاج الاجبان، وعندنا مصانع لإنتاج مكملات السيارات وهياكلها، لكننا لا نصنع المحركات، كما إن مصر صنعت في وقت من الأوقات موبايل لم يلق رواجا وتمسك الناس بالماركات المعروفة وبعضها يتجاوز سعره الأن الستين ألف جنيه! 

 

فإذا كانت هذه المصانع التى مطلوب اقامتها هي ما تحتاجه السوق المصرية ففيم كانت تذهب كل الدعوات والاتفاقات الاستثمارية، ولماذا لم ينتبه إليها وزير الصناعة الأسبق، فالسابق فالمالية حتى رصدها رئيس البلاد؟


ماذا يصنع المستثمرون؟ ولماذا حقا نستورد سيراميك وعندنا شركات انتاجها مشرف وفاخر وبأسعار معقولة حتى تغول الدولار في العام الأخير؟
 

إن المصريين بحاجة إلي مصانع تنتج إطارات السيارات، التى توحشت أسعارها وبات تغيير الفردتين الأماميتين يكلف السبعة الاف جنيه وزيادة حسب موديل وماركة السيارة، وقد تعجب يا سيادة الرئيس من لجوء معظمنا إلى شراء اطارات مستعملة في حالة جيدة!


لماذا لا نعجل بانتاج اطارات وبطاريات السيارات، لنوفر للدولة مليارات من العملة التى تخنق المصريين خنقا، نهدرها علي شراء شيكولاته مستوردة وعندنا البديل، وسيراميك وعندنا البديل، وغيرهم وغيرهم.


كانت هناك قبل عام موجة تبشير وهوجة دعاية عن افتتاح مصانع لانتاج اطارات النقل الثقيل والموتوسيكلات، وبشرونا بقرب إفتتاح مصانع تنتج الاطارات للسيارات العادية، الملاكي. وغيرها، ومع الوقت إنحسرت الهوية وارتدت الموجة، وفزعنا مع الرئيس من أرقام استيراد السيارات والموبايلات وورق الفرن المعدني وغيرها؟

 


لماذا لم ترصدوا هذه النواقص المطلوبة بالحاح؟ وهل هناك خطة عاجلة للتحرك في هذا الاتجاه، أم سنظل ننزف دولارات بالمليارات علي حاجات يمكن تصنيعها لو صح العزم؟!
العزم عند أولى الارادة والتصميم، وعندنا يقين بأن الفريق كامل الوزير سوف يتحرك سريعا لتوفير كل هذه الأموال التى نحن أحق بها لتقزيم سطوة الدولار علي جيوب وبيوت المصريين.

الجريدة الرسمية