ترامب يكفر هاريس!
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أمريكا، والسعي المحموم لكل من ترامب وهاريس لكسب أصوات الولايات المتأرجحة، استخدم الدين في المعركة الانتخابية! فقد اتهم ترامب منافسته هاريس بأنها مدمرة للدين وأنها أخطر من بايدن على الدين!
ولست مفاجئًا أن يستخدم التكفير في أمريكا سلاحًا للوصول إلى السلطة على غرار ما حدث في بلدنا وكل منطقتنا.. فأمريكا هى مخترعة استخدام الدين في الصراع الدولى بالعصر بالحديث، حينما استخدمت جماعة الإخوان في محاربة الإتحاد السوفيتى حتى تنفرد بقيادة النظام الدولى بعد تقويض النظام الدولى ثنائى القطبية..
وأقامت تحالفات مع عدد من حكومات الدول الإسلامية لتحقيق هذا الهدف.. وعندما دخلت القوات السوفيتية أفغانستان رعت أمريكا إنشاء تنظيم القاعدة لمحاربتها وتجنيد الشباب العربي للمشاركة في هذه الحرب بتمويل حكومات عربية وبموافقة أخرى.
أى أن خلط الدين بالسياسة، واستخدام الدين في معارك السلطة لجأت إليه أمريكا بشكل ممنهج منذ أربعينات القرن الماضى وتحديدًا بعد الحرب العالمية الثانية التى تمخضت عن نظام دولى جديد ثنائى القطبية..
وفى هذا القرن سعت أمريكا لتمكين جماعة دينية هى جماعة الإخوان من الإمساك بالسلطة في عدد من دول منطقتنا ومنها بلدنا، وقد نجحت في ذلك بالفعل لولا أن المصريون انتفضوا لإسقاط حكم المرشد في مصر، وتبع ذلك تراجع الإخوان في دول أخرى بالمنطقة.
ولذلك ليس غريبًا أن يستخدم الآن الدين في المعركة الانتخابية التى احتدمت بين ترامب وهاريس.. فمن استخدم الدين لتغيير أنظمة سياسية أخرى سوف يستخدمه في السباق على البيت الأبيض في بلده!
