مفاجأة الرئيس
ما أعلنه الرئيس السيسى اليوم حول مراجعة اتفاقنا مع صندوق النقد الدولى هو تحديدا ما كان ينتظره عموم المصريين، الذين وصف الدكتور مدبولى زيادة أسعار المنتجات البترولية وتداعياتها بأنه أمر مؤلم لهم، ويعد بمثابة مفاجأة اقتصادية جديدة.
ومراجعة الاتفاق مع الصندوق تعنى تعديلا فيه، سواء ما يتعلق بالتزاماتنا التى تعهدنا بتنفيذها مقابل حصولنا على قرض يبلغ ثمانية مليار دولار، وأهمها إتباع سياسة سعر صرف مرنة وإلغاء دعم الطاقة والكهرباء وكل المنتجات البترولية، أو بتنفيذ هذه الالتزامات على مدى زمنى أطول مما هو متفق عليه مع الصندوق.
فهذا من شأنه أن يهدأ بعض الشىء من الغلاء الذى إلتهب عندنا منذ عام 2022، وبالتالى يخفف من آلام أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة التى سببها لهم هذا الغلاء.. كما أنه وهذا أمر مهم من شأنه أن يسهم في توفير مناخ استقرار سياسى للبلاد في مواجهة تحديات بالغة تواجهها وأخطار شديدة تحيط بها، تهدد أمننا القومى من كل الاتجاهات الجغرافية، شمالا وغربا وشرق وجنوبا.
إن الرئيس السيسى لم يقل أعرف أن الأمر مؤلم لكم ولكننا مضطرون لذلك كما قال لنا الدكتور مدبولى أمس، وإنما قال: سنراجع اتفاقنا مع صندوق النقد الدولى لتخفيف آلامكم التى سببها الغلاء لكم، خاصة وأننا خسرنا في موارد قناة سبعة مليارات دولار خلال عشرة أشهر.
وأرجو أن تتسع المراجعة الاقتصادية ولا تقتصر على اتفاقنا مع صندوق النقد الدولى فقط، وإنما تشمل سياسات الدعم والأجور والمرتبات والمعاشات وتسعير الخدمات الحكومية وضبط الأسواق لتخفيف الآم أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.. فهذا ما ينتظره عموم الناس من الرئيس ويتوقعون استجابته لهم.
