حاجة الخليج لمصر
ما أشبه الليلة بالبارحة منذ سنوات شعرت الدول العربية الخليجية بحاجتها لمصر قوية فى مواجهة عملية إعادة صياغة المنطقة أمريكيا، التى كانت تقضى بتمكين وصول الإخوان إلى حكم عدد من دولها، وفى القلب منها مصر..
التى كان يعنى سقوطها في قبضة الإخوان تداعى سقوط العديد من الانظمة السياسية العربية.. لذلك وقفت الدول العربية الخليجية مساندة بقوة لمصر وهى تتخلص من حكم الإخوان، وتفشل الخطة الأمريكية التى سميت مبكرا، بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير.
واليوم أعلن نتنياهو أنه يسعى بوضوح لتغيير الشرق الأوسط مع بداية العدوان الواسع على لبنان، ولذلك يتكرر الإحساس الخليجى العربى لوجود مصر قوية غير مشغولة بتحديات اقتصادية، وفي هذا الإطار يمكن فهم زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى مصر، والتى تم خلالها توقيع اتفاق تكوين مجلس أعلى للتنسيق بين مصر والسعودية يتناول الأمور والقضايا الاستراتيجية التى تهم البلدين، بالاضافة إلى اتفاقية لحماية الاستثمارات الخاصة.
فهذه الزيارة التى سبقتها زيارة لمحمد بن زايد رئيس الإمارات تأتى في توقيت تعاد فيه هندسة المنطقة، ويحتاج اَهلها العرب تعاونا وثيقا بينهم للتصدى لما يصيب المنطقة من تداعيات احتمال نشوب حرب إقليمية بمنطقتنا، والتصدى لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وبسط إسرائيل نفوذها الإقليمى بعد النيل من النفوذ الإيراني في المنطقة..
وقوة مصر أكبر ضمان لبقية الدول العربية خاصة الخليجية لإحباط مخطط نتنياهو المدعوم أمريكيا، بغض النظر عن ساكن البيت الأبيض الجديد.
لذلك علينا أن نتوقع تفاعلا أكثر نشاطا بين مصر وشقيقاتها في الخليج، وتبادلا أوسع لزيارات المسئولين ومساندة عربية أقوى لمصر في مواجهتها للتحديات الاقتصادية.