رئيس التحرير
عصام كامل

عدوك الذي لا تراه!

ربما يجهل الإنسان أن أعدى أعدائه هو نفسه التي بين جنبيه.. فهي التي توسوس إليه بهواجس وظنون تسقيه من مرّ الشقاء، وتدفعه لحافة التعاسة دون أن يدري، وتسلبه السلام الداخلي وتشعل الصراعات في داخله بين غرائز لا تشبع وشهوات لا تقنه.. ووساوس هي مطية الشيطان في حربه ضد الإنسان!


النفس هى المحرك والموجه والمسئول عن سلوكيات الإنسان وأفكاره ونزواته وأخلاقه وانفعالاته وتوجهاته خيرا أم شرا، هذه حقيقة أكدها القرآن بقوله تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" (الشمس7-10). 

ويقول الشاعر: والنفس راغبة إذا رغَّبتها.. وإذا ترد إلى قليل تقنع.


فهل فكرت يومًا أن تعقد سلامًا مع نفسك حتى تتحرر من سطوتها عليك؟!
ينتهى الصراع بداخلك يوم لا يعرف الكُره والغضب سبيلًا لنفسك، وينتهي الكُره والغضب، عندما تتوقف عن إشغال عقلك بمن أساءوا إليك..‏ أنت تستحق أن تشغل عقلك بما يسعدك وينفعك.. أرجو أن تفعلها من أجلك أنت!


‏أهم خطوات بناء الذات.. التنظيف.. ‏أن تنظف داخلك من أفكار الصراع، التذمر، الكره، الحسد، اللوم، التحسر، وبعدها تبدأ في تشييد بناء أكثر قوة ومتانة.. عندها ستنعم بأفكار التصالح، الرضا، الحب، العطاء، التسامح، الاستقلالية.


النسيان نعمة فتعلمها ونظف أرشيف عقلك باستمرار.. لا تحتفظ فيه إلا بالذكريات الجميلة.. أما المؤلمة فخذ منها العبرة والحكمة تخلص من أفكارك السلبية واحتفظ بالتعلم الإيجابي.. كن ملهمًا لنفسك عظيمًا بما تسعى إليه.


 


إذا تغلغل القلق في الجسد يمكنه أن يربكك بأكثر من مادة كيماوية مضرة أو فيروس شرس أو غذاء سام.. إضبط التوازن، تأكد من انسجام الجسم مع النفس، خذ أنفاسًا عميقة، اشرب ماء كثيرًا خلال اليوم، سخف الأمور المزعجة، خفف أهمية الأمور المطلوبة، إمتن لما عندك، إشكر الله ومن حولك، إبتسم.. 

عِش حياتك يومًا بيوم تسعد وتغنم وترتاح.. دع القلق والتشاؤم.. ثم إرض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس وأسعد الناس.

الجريدة الرسمية