رئيس التحرير
عصام كامل

التعامل فن لا يحسنه كثيرون! (1)

الدين المعاملة؛ وحسن المعاملة فنٌ لا يجيده كثير من البشر؛ ومن هنا تنشأ المشكلات وتكبر الاختلافات ويتنافر الناس، وتتفكك المجتمعات.. وثمة قواعد ذهبية لجلب احترام الناس، إذا توفرت تحقق الانسجام والاحترام والتماسك الاجتماعي؛ فمثلًا لا تسلم على شخص وأنت مشغول بحديثك مع شخص آخر.. بل عليك أن تنظر إليه وأن تصافحه لتبدي أنك مهتم به..


احمِ من خلفك، واحترم من بجانبك، فذلك من متطلبات الولاء والشرف؛ وحماية من خلفك تعني حماية عائلتك وأصدقائك وزملائك.. احترام من بجانبك فهذا يعني الاعتراف بالمساواة وقيمة أقرانك!
 

لا تنتقد الطبخ عندما تكون ضيفًا، بل أظهر الامتنان والاحترام لكرم الضيافة؛ فانتقاد الطبخ سخرية لا تليق، وجحود وردّ بالإساءة على الإحسان، فالشخص الذي استضافك قد بذل جهدًا لاستضافتك، وأتعب نفسه وبذل من وقته وماله لإكرامك؛ فلا يصح أن يكون جزاؤه سخرية وانتقادًا..


لا تأكل آخر قطعة من شيء لم تشتره؛ فهذا يعكس مدى وعيك واحترامك للموارد المشتركة، ويؤكد المجاملة والتقدير للآخرين ومساهماتهم.

 
لا تقدم العرض الأول في المفاوضات؛ بل اترك الطرف الآخر يقدم ذلك العرض؛ فمثل ذلك التصرف يمكنه أن يوفر لك مزايا استراتيجية، يعطيك نظرة عن توقعاتهم ويمكن أن يساعدك في التفاوض بشروط أفضل.


لا تنتظر الشكر على عمل لم تقم به؛ بل الأكرم لك أن تنكر ذاتك؛ والصدق في الاعتراف بجهود الآخرين أمر بالغ الأهمية؛ أخذ الفضل غير المستحق يقوض الثقة ويضر بمصداقيتك.. ويكفى أن تقرأ قول الله تعالى:"لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ"، يعني بذلك المرائين المتكثرين بما لم يعطوا، كما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة".

 


تحدث بصدق، قل ما تعنيه وأقصد ما تقول.. فالصدق يبني الثقة والنزاهة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا؛ الصدق يعنى أن تكون صادقًا ومتسقًا مع نفسك؛ فهذا يعزز العلاقات العميقة والاحترام المتبادل مع الآخرين، التحدث بصدق يعني أيضًا موازنة الحقيقة مع التعاطف واللباقة، مما يضمن أن كلماتك محترمة ومراعية للغير.. وللحديث بقية!

الجريدة الرسمية