رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهان للمعركة مع العدو!

السيناريو الأول شديد التشاؤم.. اختراق الجبهة اللبنانية أدى، ليس فقط، إلى معرفة كافة تفاصيل قيادات الجبهة.. أسماؤهم ومهامهم وعناوين ومقراتهم مما أدى إلى تصفية عدد منهم وهم من قيادات الصف الأول فحسب بل إلى مقرات الجنوب ومخازن السلاح والإمداد والتموين، وخط سير المدد القادم من الخارج عبر الحدود السورية.. 

وإن ذلك كله صار مكشوفا وبالتالي، القدرات الحالية التي نراها في هجوم كاسح من طيران العدو هي المعادلة الحقيقية التي ستزيد اختلالا الأيام القادمة.. بما يمهد الطريق إما إلى إخباء وانسحاب من الجنوب إلى الشمال أو إلى احتلال الجنوب نفسه واجتياحه بريا، وفرض أمر واقع ويكون الموقف أصعب مما كان على لبنان وعلى غزة.. ثم ما بعد ذلك مما نعرفه وتعرفونه!


السيناريو الثاني أن الجبهة اللبنانية تعرضت لحادث البيجر ومعها تصفية بعض القيادات وبالتالي تحتاج إلى وقت لتنظيم الصفوف وتبديل وإحلال وتسليم وتسلم وتغيير وسائل اتصال وشفرات وبحث عن موطن الاختراق الحادث.. 

 

كل ذلك مع امتصاص الضربات الجوية للأيام الأولى وما يستلزمه من إتاحة الفرصة لمزيد من التهجير للمدنيين إلى الشمال وإبعادهم عن مرمى الطيران.. بعد كل ذلك تظهر الجبهة قوتها ويمكنها التوسع في مساحة الاستهداف وشكله..

 

المساحة تزيد وشكله ينتقل من أماكن عسكرية إلى أماكن مدنية واقتصادية.. مع إبقاء المعادلة القديمة لبنان وبنيته التحتية مقابل تل أبيب وأن قصف مقر الموساد كان رسالة فقط فمن أطلق الصاروخ يدرك أن الدفاع الجوي للعدو سيسقطه ولذلك كانت العملية الوحيدة التي تمت بصاروخ يحمل اسم قادر!

 


السيناريو الثاني يعني أن الجبهة اللبنانية تدرك أن المعركة طويلة وبالتالي يستعد لها أطراف أخرى في اليمن والعراق، وأنها تحتاج إلى أعصاب قوية وهي تعني أن استعدادا جيدا قد جرى في لبنان، فنواب القادة بذات المستوى والكفاءة وأنه تم إخفاء كل الأسلحة أو أغلبها والمهم منها وأن ما يدمره العدو ليس إلا هياكل وهمية أو منصات تركت بعد استخدامها أو مواقع مدنية وإدارية وأن القادم على العدو أسوأ!
في كل الأحوال أمنياتنا وأمنيات كل الأسوياء أن نرى في العدو ما يشفي صدور قوم مؤمنين.

الجريدة الرسمية