رئيس التحرير
عصام كامل

وداعا الشهيد إيهاب جلال.. ضحية الوسط الفاسد!

رحل المهذب الخلوق المحترم.. رحل الهادئ البشوش المؤدب.. رحل خفيض الصوت قليل الكلام كبير المقام.. رحل أحد أركان وسط يعج بالضجيج دون أن نسمع منه إساءة واحدة لأحد.. دون خطأ واحد في حق أحد.. دون ثرثرة دون داع في برنامج هنا أو في سهرة هناك.. رحل ابن الأصول دون معركة واحدة.. دون قضية واحدة في أي محكمة.. دون تصريح واحد أحدث لبسا أو سوء فهم أو أثار جدلا دون داع!


هذا الوسط ولولا مهنة الراحل الكريم ما كان يليق به أن ينتمي إليه.. لكنه انتمي إليه بقوانينه وقيمه وخصاله، وما تعلمه من أسرته وبيئته التي فهمنا من سلوكه أنها صالحة وصحية.. طاهرة نقية!
 

رحل إيهاب جلال وهو يعي قواعد الوسط الرياضي الحالي بواجهاته ووجوهه التي لم تغادر المشهد منذ عقود.. معلقين ومحللين ولاعبين ومدربين ومسئولين رياضيين.. بمعاركهم ومشاجراتهم والفاظهم وتعبيراتهم وتشبيعاتهم واشاراتهم وتسريباتهم وقضاياهم وفشل بعضهم الذريع!

 
أمثال إيهاب جلال -وكثيرون مثله بالمناسبة أدبا وخجلا- مكانهم عند ربهم.. الأطهار لا مكان لهم بين الدنس.. وحسابهم معه عند العزيز الحكيم القادر المقتدر العادل.. من ظلمه عند تدريب المنتخب بحرف أو من حشد أو حرض ضده لجانه الالكترونية ليرحل لسبب أو لآخر، ومن استعجل استبعاده دون فرص منحت لغيره رغم سمعته الطيبة في التدريب وكفاءته التي يشهد له الجميع كمدير فني نجح في تجاربه.. 

نعم إنه لا توجد واحدة منها.. واحدة فقط.. مكتملة.. فإن تولي مسئولية فريق جماهيري كان الفريق يمر بظروف حرجة وارتباك كبير.. وإن درب فريق شركات أو غير جماهيري دربه بامكانيات توفر لغيره أفضل منها.. ومع ذلك نجح، وانتقاله من ناد لآخر لا يكون مجاملة أو عملا خيريا، لكن لآن الأندية وجدت فيه ما يستحق توليته المسئولية والثقة به! 

 
من كل قلبي وكالملايين غيري.. نحلم أن نصحو ذات يوم والوسط الرياضي قد اختفى وحل مكانه وسط جديد يليق بمصر وشعبها الطيب وانديتها  الكبيرة.. وسط لا ضحايا له كل حين.. وسط يليق بمثل إيهاب جلال.. إسما ورسما!

 


رحم الله الطيب الراحل.. وعزاؤه وعزاؤنا تلك السيرة العطرة والحزن الكبير والندم على عدم نصرته والدفاع عنه في حياته.. والحمد لله لم نكن من هؤلاء.. أسكن الله الفقيد واسع جنته.. وخالص العزاء لأسرته.. ومحبيه.. ألهمهم الله جميعا كل الصبر.

الجريدة الرسمية