تعليم المنيا بين الموت بالإهانة والتحقيق العاجل!
لا حديث في ديرمواس بالمنيا وربما المنيا كلها إلا هذه الحادثة.. حتي أن الأهالي أبلغونا عقب الواقعة مباشرة، بينما تفرغت صفحات المركز علي فيس بوك وغيره في نشر ومتابعة الأمر المؤسف المحزن..
والقصة باختصار تقول أن اجتماعا تقليديا في إدارة ديرمواس التعليمية يدعي إليه قيادات التعليم ومديرو المدارس.. الاجتماع استعداد للعام الدراسي الوشيك.. أحد المديرين اعتذر وأناب وكيل المدرسة عنه..
انطلق حسام عبد العزيز مدير الإدارة التعليمية في الانفعال علي الجميع، ومهاجمة البعض خاصة المدير الغائب.. حاول إسماعيل حلمي مدير التعليم الإعدادي والثانوي التدخل لتهدئة الاجتماع.. ربما لأن جزءا من الأمر يخصه مهنيًا، أو تدخل بدافع شخصي منه.. فهو شاعر له اسمه بين شعراء الصعيد، ومكانته في أندية الأدب وقصور الثقافة، وهو ما انعكس علي سلوكه الرقيق الشفاف..
فكان رد مدير الإدارة التعليمية قاسيا، طالبه فيه بعدم التدخل.. ووفقا لبعض الحضور من شهود الواقعة قال "انت تخرس خالص.. اللي مش شايف شغله يتحاسب.. وأنت شغال أراجوز.. وأقولك بقي.. قوم امشي اطلع بره"..
من قسوة الرد واعتقادا أن الأمور لم تصل إلي هذا الحد أو إلي هذا المستوى تصور أن مدير الإدارة يمزح..فحاول تهدئته من جديد ونفي أنه أراجوز وبالمزاح أيضا..
لكن مدير الإدارة انفجر بالصوت وأقسم أن يغادر مدير التعليم الإعدادي والثانوي مطرودا من الاجتماع.. وهناك من حضور الاجتماع ظن أنه أقسم علي الطلاق.. وهناك من يقول إنه أقسم بالله!
غادر إسماعيل حلمي الاجتماع بالفعل وسط حرج لم يشهده في حياته.. وفي اليوم التالي تسلم إخطارا من مدير الإدارة بتحويله إلي مدرس بإحدي القري، وإنهاء تكليفه مديرا للتعليم الإعدادي والثانوي! كانت الصدمة التي لم يحتملها قلبه.. فمات علي الفور!
الغضب في المدينة الشهيرة أحد مراكز المنيا مستحق.. فالرجل حسن السمعة محبوب من الجميع.. وتصريحات مسئول بمحافظة المنيا اليوم لموقع "القاهرة 24" أنه لا يوجد ما يثبت أن الإهانة والطرد من الاجتماع هما السبب في الوفاة.. وهو محق في ذلك..فهو يقصد أنه لا توجد علاقة مباشرة..
لكنه يتجاهل أولا أن الأمر يستوجب تحقيقا في الواقعة كلها.. والتأكد من تجاوز المدير.. واستخدامه لطريقة في إدارة الاجتماعات لا علاقة لها بالتربية ولا بالتعليم.. ولا حتي لها علاقة بأي صور من إدارة المؤسسات لا عامة ولا خاصة..
ثم بعد ذلك يتم التأكد من تعسفه في استخدام موقعه في نقل الرجل إلي وظيفة أخرى لا تحسب ولا تفهم إلا أنها تنكيلا به وحطا من قدره وسعيا لإرهاقه وتكديره بعيدا عن المكلف به في عمله ووظيفته التي كان عليها!
التحقيق العاجل هو الحل.. ونفي صلة المدير ببعض النواب ضرورة.. واستمرار المدير في موقعه سيكون صعبا في ظل وجود ضحية انتقلت إلي جوار ربها وهو يدافع عن زملاء له!
أما إرادة الله فهي نافذة ولا راد لقضائه.. وحقه عند العادل الحق وهو أحكم الحاكمين.. لكننا نريد حقه في الدنيا وحق القيم التعليمية التي لو صحت الروايات لكان التعليم ذاته قد تعرض لإهانات بالغة تستوحب الحساب!
هذا بلاغ لوزير التربية والتعليم و.. ولمحافظ المنيا!