الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة السيدة نفيسة (1 – 3)
في هذه السلسلة، نتناول استعراضًا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.
هي السيدة نفيسة ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج، ابن الإمام الحسن، بن الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.
ولِدت في مكة المكرمة سنة 145هـ في الحادي عشر من ربيع الأول، فرحت بها أمُّها زينب بنت الحسن واستبشر بها أبوها.
ويقال إن أباها كان يأخذها وهى صغيرة لزيارة جدهما المصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول: إنى راضٍ عن ابنتى نفيسة، فجاءه الرسول في المنام، وقال له: إني راضٍ عن ابنتك نفيسة برضائك عليها، وإن الله راض عنها برضائي عنها.
صحبها أبوها مع أمها إلى المدينة المنورة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج،ً حتى بلغت مبالغ النساء.
وعاشت في المدينة لا تفارق الحرم النبوي، عابدة، قانتة.. وحجت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية.
زواجها
تزوجت من إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين، وكان يُدعى "إسحاق المؤتمن".
تقدم إليها الخُطَّاب من السلالة النبوية الشريفة من بني الحسن والحسين، رضي الله عنهما، كما تقدم إلى خطبتها الكثير من أشراف قريش وغيرهم لِما عرفوه من كمالها وصلاحها، فكان أبوها يرفض إجابة طلبهم ويردهم ردا جميلا حتى جاء إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق يخطبها من أبيها، فصمت ولم يرد، فقام إسحاق من عنده، وتوجه إلى الحجرة النبوية الشريفة، وخاطب جدَّه، صلى الله عليه وآله وسلم، وشكى إليه همومه ورغبته في زواج السيدة نفيسة لدينها وعبادتها، ثم خرج.
فرأى والدها في المنام تلك الليلة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يقول له: "يا حسن! زوّج نفيسة من إسحاق المؤتمن"، فزوجه إياها، في بيت أبيه في شهر رجب سنة 161هـ.
وكان إسحاق مشهودا له بالصلاح، وقد أخذ عن أبيه الكثير من علومه وآدابه وأخلاقه، حتى أصبح له شأن ومقام وبزواجهما أنجبت لإسحاق ولدًا وبنتًا هما القاسم وأم كلثوم.
كان والد السيدة نفيسة واليا على المدينة من قبل أبي جعفر المنصور، ثم غضب عليه وعزله،
ورحلت السيدة نفيسة مع أبيها وزوجها إلى مصر.
وقد جاءت إلى مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها، وكان عمر السيدة نفيسة 48 سنة، وكان قدومها يوم السبت الموافق 26 من رمضان عام 193 هجرية لزيارة من كان بمصر من آل البيت بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل.
فخرج لاستقبالها أهالي الفسطاط (القاهرة) وأعيانها في العريش.
وكانت تدعو الله قائلة: "إلهي يسر لي زيارة قبر خليلك إبراهيم"، فاستجاب الله لها، وزارت هي وزوجها "إسحاق المؤتمن" قبر الخليل.
إلى مصر
ثم قدما إلى مصر في رمضان عام 193 هجرية في عهد هارون الرشيد، وفي العريش استقبلها المصريون بالتكبير والتهليل، وخرجت الهوادج والخيول تحوطها وزوجها، حتى نزلا بدار كبير التجار وقتها "جمال الدين عبد الله الجصاص".
وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت 26 رمضان 193 هجرية قبل أن يأتي إليها الإمام الشافعي بخمس سنوات.
ونزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى "أم هانئ" وكانت دارًا واسعة، فأخذ يقبل عليها الناس يلتمسون منها العلم، حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات، فخرجت على الناس، قائلة: "إني كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى".
تمسك المصريين بها
ففزع الناس لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل الوالي "السري بن الحكم"، وقال لها: "يا ابنة رسول الله؛ إني كفيل بإزالة ما تشكين منه".
وخصص لها دارًا واسعة، ثم حدد يومين في الأسبوع يزورها الناسُ فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيتْ.
السيدة نفيسة والإمام الشافعي
ولمَّا وفد الإمام الشافعي إلى مصر، توثقت صلته بالسيدة نفيسة، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان.
ويعتبر الإمام الشافعي أكثر العلماء جلوسًا إليها وأخذًا عنها، في الوقت الذي بلغ فيه من الإمامة في الفقه مكانًا عظيمًا، فقد كان يعتبر مجلسه في دارها مجلس تعلم عنها، ومجلسه في مسجد الفسطاط مجلس تعليم الناس.
وكان الإمام الشافعي في زمانها إذا مرض يرسل لها ليسألها الدعاء فلا يرجع الرسول إلا وقد شفى الشافعي من مرضه.
فلما مرض مرضه الذى مات فيه أرسل للسيدة نفيسة يسألها الدعاء كعادته فقالت: "متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم"، فعلم الشافعى بدنو أجله.
وأوصى الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة إلى دارها فصلت عليه مأمومة بالإمام يعقوب البويطي، حين وفاته عام 204 هجرية تنفيذًا لوصيته.
وكان للسيدة نفيسة تأثير كبير في حضور الإمام الشافعى إلى مصر، ولهذا كان يكثر زيارتها والتلقي عنها وفى صحبته عبد الله بن الحكم.
وكان يصلي بها في مسجد بيتها، وخصوصا تراويح رمضان وكانت تقدره، وتمده بما يعينه على اداء رسالته العلمية الكبرى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا