نداء القلوب
إله السلام
يا رب، يا إله السلام، أنت الذي تهب القلوب المطمئنة والأنفس المطمئنة، أنت الذي يفيض من محضرك سلامٌ يفوق كل عقل. كيف يمكن للإنسان أن يعيش في هذا العالم المضطرب دون أن يشعر بسلامك يملأ أعماق روحه؟ في خضم العواصف والأزمات، وفي وسط الفوضى والضياع، نجد في كلمتك وعدًا لا يتزعزع: "ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائمًا من كل وجه".
كم هو عظيم يا رب أن نعلم أن السلام ليس مجرد شعور عابر أو لحظة راحة مؤقتة، بل هو عطية من عندك، سلام دائم، سلام ينطلق من قلبك ويغمر حياتنا من كل جانب. أنت يا رب، لست فقط مانح السلام، بل أنت مصدره، أنت السلام ذاته. وما أعظم هذا السلام الذي لا يرتبط بظروف الحياة أو بتقلبات الزمان، بل ينبع من علاقتنا الوثيقة بك، من اتحادنا بك، من خضوعنا لمشيئتك، ومن إيماننا بحضورك الدائم معنا.
يا رب، في كثير من الأحيان، نجتاز في حياتنا أوقاتًا تشعرنا بالاضطراب والخوف، نجد أنفسنا محاطين بأصوات القلق والشكوك، وبصراعات داخلية لا تنتهي. ولكن، كم هو مريح أن نعود إلى كلمتك، إلى وعودك، إلى حضورك الذي يبدد كل اضطراب، ويمنحنا سلامًا لا يعرف حدودًا. إنك أنت الذي تهب السلام الدائم، ليس فقط في لحظات الهدوء، بل في كل وقت، في كل ظرف، وفي كل جانب من حياتنا.
أيها الرب الحبيب، علمنا كيف نتمسك بهذا السلام، كيف نجعله محور حياتنا، كيف نعيش في سلامك حتى في أوقات الأزمات. علمنا يا رب أن سلامك لا يعني غياب المشاكل، بل يعني حضورك وسط تلك المشاكل. يعني أنك معنا، تسير معنا في وادي الظلال، وأنك لا تتركنا وحدنا أبدًا. عندما نحس بسلامك يا رب، نعلم أننا محميون، مغطون برعايتك، وأن لا شيء يمكن أن يفصلنا عن محبتك وسلامك.
يا رب السلام، اجعل هذا السلام يشع في قلوبنا، يفيض في حياتنا، ويتغلغل في كل ما نفعل ونفكر فيه. اجعلنا أدوات لنشر سلامك في هذا العالم المضطرب، واجعل من حضورنا علامة على حضورك وسلامك الذي لا يتزعزع. ساعدنا يا رب أن نكون سفراء سلامك، أن ننشر محبتك وسلامك في كل مكان، وأن نعيش حياة تمجدك، وتعلن عن سلامك الدائم.
اجعل سلامك الدائم يحل في قلوب كل من يحتاج إليه، كل من يعاني، كل من يشعر بالضياع أو القلق. اجعل حضورك يشعرهم بالراحة والأمان، واجعل من حياتهم شهادة على سلامك الذي يفوق كل عقل. ليعلموا أنك أنت هو الرب الذي مع جميعنا، الذي يحيطنا بسلامه، ويقودنا نحو حياة مليئة بالطمأنينة والإيمان.