رئيس التحرير
عصام كامل

إزاي تختار الكلية المناسبة؟

بعدما ظهرت نتائج الثانوية العامة، يكون أمام الطالب مرحلة جديدة ومهمة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة ستشكل مسار حياته المستقبلية. من هنا، تأتي أهمية اختيار الكلية المناسبة، وهو قرار يستلزم الكثير من التفكير والتروي.

الصلاة وطلب الإرشاد الإلهي

عندما يواجه الإنسان قرارات مصيرية، فإن اللجوء إلى الله بالصلاة وطلب الإرشاد يعتبر الخطوة الأولى والأهم. الصلاة تفتح قلب الإنسان وعقله لتلقي الحكمة والإرشاد من الله. يقول الكتاب المقدس في رسالة يعقوب (1:5): "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ" عندما يصلي الإنسان ويطلب من الله الحكمة، يفتح الله أمامه أبواب الفهم والبصيرة، ويمنحه القوة لاتخاذ القرار الصائب.

 

معرفة القدرات والميول الشخصية

من الضروري أن يعرف الطالب ما هي قدراته وميوله، لأن اختيار الكلية يجب أن يتماشى مع هذه القدرات والميول. الله يهب كل شخص مواهب وقدرات فريدة. يقول الكتاب المقدس في رسالة رومية (12: 6-8): "وَلكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ، أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ، أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ، أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ، الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ، الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ، الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ." من خلال معرفة ما يتقنه الطالب وما يميل إليه، يمكنه اختيار الكلية المناسبة التي تتوافق مع موهبته ونعمته.

 

على الطالب أن يسأل نفسه عدة أسئلة مثل: ما هي المواد التي يستمتع بدراستها؟ ما هي الأنشطة التي يفضلها؟ ما هي المهارات التي يتفوق فيها؟ هذه الأسئلة تساعده في فهم نفسه بشكل أفضل وتحديد الاتجاه الذي يناسبه.

 

استشارة الأهل والمعلمين

العائلة والمعلمين يمتلكون خبرات ومعرفة يمكن أن تكون مفيدة للطالب في هذه المرحلة. الاستماع إلى نصائحهم وآرائهم يمكن أن يساعد الطالب في تقييم الخيارات بشكل أفضل واتخاذ قرار مستنير. يقول سفر الأمثال (15:22): "مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ، وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ."

 

يمكن للأهل والمعلمين تقديم وجهات نظر مختلفة، بناءً على تجاربهم الشخصية ومعرفتهم بمواهب الطالب وقدراته. من المهم أن يكون الطالب منفتحًا على هذه النصائح وألا يتردد في طرح الأسئلة وطلب التوضيحات. الحوار المفتوح مع الأهل والمعلمين يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في توضيح الرؤية وتحديد الخيارات الأفضل ويختار بعدها الأفضل والأنسب له.

 

التحليل السوقي وفرص العمل

من الحكمة أن ينظر الطالب إلى السوق ويفهم ما هي المجالات التي تحتاج إلى اختصاصات معينة. هذا يساعده على اختيار مسار دراسي يوفر له فرص عمل جيدة في المستقبل. يقول الكتاب المقدس في سفر الأمثال (24: 27): "هَيِّئْ عَمَلَكَ فِي الْخَارِجِ وَأَعِدَّهُ فِي حَقْلِكَ، بَعْدُ تَبْنِي بَيْتَكَ." بمعنى آخر، على الطالب أن يجهز نفسه للعمل في مجال مطلوب ومربح قبل أن يقرر بناء مستقبله.

 

تحليل السوق يتطلب النظر إلى الإحصائيات والبيانات المتعلقة بفرص العمل في مختلف التخصصات. يمكن للطالب البحث عن تقارير ودراسات تتعلق بالوظائف الأكثر طلبًا ورواتبها المستقبلية، وكذلك متطلبات العمل في هذه المجالات. هذا النوع من البحث يمكن أن يساعد الطالب في اتخاذ قرار مستنير ومبني على حقائق واقعية.

 

الثقة بالله والتوكل عليه

بعد اتخاذ القرار، يجب أن يضع الطالب ثقته في الله، مؤمنًا بأن الله سيوجه خطواته ويبارك مسعاه. الثقة بالله والتوكل عليه هما عاملان أساسيان في تحقيق النجاح والرضا. يقول الكتاب المقدس في سفر الأمثال (3: 5-6): "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ"

 

الله يعد بأن يكون مع المؤمنين في كل خطوة يخطونها، وأن يمنحهم القوة والإرشاد. بالتوكل على الله، يشعر الطالب بالطمأنينة والثقة بأن اختياره سيكون مباركًا وموفقًا لأن الله لن يتركه في طريقه بل يكون معه ورفيقًا لكل دربه في كل خطوة يخطوها معه.

 

الخلاصة

اختيار الكلية المناسبة هو خطوة كبيرة في حياة الطالب، ومن المهم أن تُتخذ بحكمة وصلاة. من خلال التوجه إلى الله بالصلاة، معرفة القدرات والميول الشخصية، الاستشارة، التحليل السوقي، والتوكل على الله، يمكن للطالب أن يختار الطريق الأنسب لمستقبله. في نهاية المطاف، يجب أن يتذكر الطالب أن الله هو المرشد الأول والأخير، وأنه بإيمانه وثقته بالله، سيتمكن من تحقيق النجاح والازدهار في مستقبله الدراسي والمهني.

الجريدة الرسمية