ربما الموت يفرقنا عن أشخاص تعلقت بهم أرواحنا، ربما يأخذ منا قلوب قبل أن نستكفي منها، لكن الأكيد أن شوكة الموت إنكسرت بموت وقيامة السيد المسيح -له كل المجد- عندما قام ليكسر شوكته..
زمان.. في عهد الجد الأكبر للحاكم الحالي، كان أهل مملكتنا هذه يعيشون كباقي البشر في مختلف الممالك البعيدة، فكانوا يفرحون ويغضبون ويقلقون ويشعرون بمختلف المشاعر..
في عام ٢٠١٥ قال الرئيس السيسي: "أنا لا رئيس و لا زعيم و لا قائد، أنا واحد منكم"، ولهذا لم يفاجئنا الرئيس السيسي بدموعه، أثناء حضوره لاحتفالية قادرون باختلاف..
إبتلع الزائر ريقه، رغم عدم وجود شيء يدفعه للخوف، إلا أن مجرد رؤيته لورق حكومي مدون عليه اسمه كان كفيلا ليشعره وكأن جبلا يجلس فوق صدره..
في العام 2190 ميلاية، حيث أعيش أنا، تعد المشاعر عملة نادرة، فالناس هنا لا يمكنهم استخدام أية مشاعر سوى الخوف.. نعم هنا يمكنك أن تخاف كما تشاء..
الفلوس ممكن توجد البيت اللي هيعيش فيه أي اتنين اتجوزوا، لكن الأكيد مش هتوجد الدفئ أو الحب اللي يخلي البيت ده متماسك، الفلوس جايز تشتري الأكل لكن أكيد مش هتشتري النفس إللي تخلي الواحد ياكل وهو مبسوط..
دلوقتي بقت منتشرة جدا نوعية جديدة من اللصوص وهما لصوص المشاعر، اللي كل مهمتهم يقربوا، يدونا إهتمام وقتي، فنديهم إحنا مشاعرنا وحبنا، وقلوبنا بكل ثقة..
أحياناً لا نخبر من نحبهم أننا نحبهم، وننتظر تنفيذا لوصية "إتقل ع الرز علشان يستوي"، كنوع من “التقل” والكبرياء حتى في التعبير عن المشاعر، في التعبير عن الدعم، في التعبير حتى عن التشجيع والحب..
ما ستشعر به حقاً بمرور الوقت، هو أنك أصبحت شخصاً آخر، شخصاً غير ذلك الإنسان الذي عاهدته أو كنت عليه في حياتك من قبل تماماً، نتيجة استهلاكك، ونتيجة عدم قولك “لا” في بعض الأحيان..