نعم ما نعيشه اليوم هو في بعضه نتاج الأمس، ولكنه أيضا في بعضه الآخر نتاج اليوم أيضا.. أى أن الأزمة الاقتصادية التى نعيشها حاليا ليست صنيعة زمن مضى فقط وإنما هى صناعة الزمن الحالى أيضا.
ضرب الرئيس السيسى مثالا واحدا لوارداتنا من الخارج، وهو ما يتعلق باستيراد السيارات وأجهزة المحمول التى كانت تكلفنا نحو 6 مليارات دولار سنويا، أى ضعف قيمة قرض صندوق النقد الدولى لنا..
انفلات الأسعار كان نتيجة حتمية تقف وراءها أسباب كثيرة، منها ارتفاع الدولار، وعدم وجود استيراد واحتكارات بالسوق، فضلا عن ظروف عالمية أسهمت في صعود الأسعار..
جلست فوق بلكونة الست أم هناء وقبل أن أغمض عينى سمعت صوت يأتى من خلف شيش البلكونة لأبو هناء غاضبا، ويقول: أنت عايزة تخربى بيتى يا وليه؟!
دافع وزير التموين عن نفسه بتوزيع المسؤلية على الحكومة كلها.. وهنا هو معه حق لآن التضخم والغلاء ليس من صنع وزارة التموين وحدها، وإن كانت هى مسئولة بالطبع مثل عديد من الوزارات عن مواجهته والسيطرة عليه..
الغلاء الأثم يستشرى كل ساعة معربدا في شتى مجالات الحياة، هو فيروس البلاء والتعاسة في حياة الناس، ويبدو أنه مستمر في الصعود، بينما حياة الفقراء في هبوط مادى ومعنوى يفضى إلى كوارث لا قبل لنا بها.
عموم المصريين كل ما يشغلهم هو السيطرة على الغلاء سواء بتشكيل حكومة جديدة أو استمرار الحكومة الحالية دون تغيير، وهذا يعنى أن الأمر لا يحتاج فقط لتغيير في الأشخاص وإنما يحتاج لتغيير في السياسات..
من حق المواطنين أن يذكر الحكومة بأن الغلاء صار قاسيا بالنسبة لهم.. فهم يشترون السلعة اليوم بسعر ويشترونها الغد بسعر أعلى.. وهذا يحدث رغم كل الدعم الذى تقدمه الحكومة لنا.
تخفيض معدل التضخم يحتاج في البداية إقتناعا بأن التضخم الذى نعانى منه ليس كله صناعة خارجية، أو ناجما عن ارتفاع الأسعار العالمية، وإنما هو أيضا نتيجة التراجع في قيمة الجنيه الناجم عن شُح النقد الأجنبي..
في إطار الجهود التي تقوم بها الغرفة التجارية في محافظة الإسماعيلية للعمل على خدمة التجار والمواطنين وتوفير السلع الغذائية
سبق للحكومة أن هددت بفرض تسعير جبرية لمواجعة غلاء السكر لردع الجشعين الذين لا يكفون عن إخفاء السلع وتعطيش السوق.. فماذا حدث؟! هل تراجعت أسعار السكرأم استقر سعره عند 27 جنيهًا للكيلو؟!
لم يكن المليار جنيه الذى تعول الحكومة على جمعه من زيادة أسعارالمترو تنقص كثيرا لو أرجأت ذلك بضعة أيام قليلة نكون فيها قد تجاوزنا افتتاحية العام الجديد..
الزخم الذي رصدته الشاشات أمام اللجان يعكس التصويت للاستقرار والأمن، وهو تصويت لصالح الوطن ضد المجهول الذي يرفضه المصريون بوضوح بعد الذي عانوه في سنوات ما بعد 2011.
الحكومة لجأت للتهديد بفرض تسعير جبرية لمواجعة غلاء فاحش للسكر الذي بات علامة بارزة على الجشع والاستهتار.. وهل تكفي هذه الوسيلة، بصرف النظر عن مدى قانونيتها، لتحقيق الانضباط في الأسواق؟!