جدوى الحوار الاقتصادى
بمناسبة بدء التحضير والإعداد لـ الحوار الاقتصادى الذى دعا إليه الرئيس السيسي بعد إعادة انتخابه لدورة رئاسية جديدة، أقول إن هذا الحوار سوف يكون مجديا إذا إنتهى إلى الآتى:
أولا، ألا يستغرق وقتا طويلا لأن الأزمة الاقتصادية موجودة وتحتاج إلى علاج عاجل وسريع، نتوافق عليه حتى يحقق لنا تجاوزها والتخلص منها والانطلاق الاقتصادى، وهذه الأزمة ضاغطة بشدة على عموم المصريين بما أنتجته من غلاء كبير طال السلع الغذائية والأساسية.
ثانيا، أن ينتهى هذا الحوار إلى الإقرار بأن من وقت الأزمة وهو يدير الاقتصاد ليس هو الأقدر على تنفيذ روشتة للخروج من هذه الأزمة.. أى أن تغيير من يتولى إدارة اقتصادنا بات ضرورة.. أى أننا نحتاج لمجموعة وزارية اقتصادية فاعلة تدير اقتصادنا، لآن علاج أزمتنا ليس ماليا أو نقديا فقط وإنما اقتصادى أولا.
ثالثا، أن تخضع المقترحات التى تطرح في غرف الحوار لنقاش كل جوانبها، وألا يكتفى بأن يلقى كل الفرقاء أراءهم ويطرحون اقتراحاتهم وكفى.. فنحن نبحث عن حلول متوافق عليها بعد إخضاعها للنقاش والبحث والدراسة للخروج من أزمة حادة جربنا فيها من قبل حلولا لم نجد.
رابعا، أن يكون هناك مناقشة جادة وموضوعية للعلاج الذى يتم تنفيذه بالفعل من قبل الحكومة حاليا للتخلص من الأزمة الاقتصادية الحالية، بما في ذلك اتفاقنا المنتظر مع صندوق النقد الدولى والذى يتضمن اجرءات تلتزم الحكومة بتنفيذها..
وأرجو ألا يتم تجاهل الأسباب الداخلية للأزمة وعدم إلقاء المسئولية وحدها على العوامل الخارجية مثل جائحة كورونا وحرب أوكرانيا وحرب غزة..
خامسا، ألا يلقى هذا الحوار الاقتصادى ذات مصير حوارات أخرى سابقة، حيث إقتصر الأمر على إجراء الحوار دون تنفيذ كل ما إنتهى إليه من توصيات ومقترحات وحلول للنهوض باقتصادنا، وأن نكون مستعدين لتغيير وتعديل السياسات الاقتصادية التى ننتهجها للتوصل إلى حل نهائى للأزمة وليس مجرد تجاوزها أو تخفيف حدتها فقط.