رفقا بالناس!
أمر طبيعى ومفهوم ومبرر أن يقارن الناس حياتهم اليوم بالأمس في ظل الغلاء الذى يداهمهم منذ العام الماضى والذى أدى إلى انخفاض مستوى الأغلب الأعم منهم، رغم الزيادات المتتالية في الرواتب والزيادة في دعم عدد من السلع الغذائية.. لذلك لا أفهم أن يلومهم إعلاميون في برامجهم ويهاجمونهم لأنهم لا يدركون أن ما حدث لهم قد ورثه الأمس لهم اليوم!
نعم ما نعيشه اليوم هو في بعضه نتاج الأمس، ولكنه أيضا في بعضه الآخر نتاج اليوم أيضا.. أى أن الأزمة الاقتصادية التى نعيشها حاليا ليست صنيعة زمن مضى فقط وإنما هى صناعة الزمن الحالى أيضا. وإلا كنّا نستبعد تأثير ما اتخذناه من سياسات وقرارات إقتصادية على اقتصادنا الآن، وهذا أمر لا يستقيم بالطبع..
وبذلك فإن حالنا اليوم هو نتاج مزيج مما صنعناه بالأمس واليوم معا، وأيضًا ما لم نصنعه، وهو الحل الجذرى لأزماتنا الاقتصادية وترك اقتصادنا معرضا للأزمات العالمية. فضلا عن تأثير التطورات العالمية بالطبع علينا.. أمس واليوم بالطبع..
وبغض النظر عن ذلك فإنه من الطبيعى أن يقارن الناس أحوالهم المعيشية اليوم بالأمس في وقت الضغوط المعيشية التى يتعرضون لها.. ولا يصح أن ننكر عليهم ذلك أو نندهش ونتعجب من قيامهم بذلك.. وإذا كانوا يعانون من تراجع مستوى المعيشة فلا يجب أن نصادر حقهم في الشكوى ومقارنة حالهم اليوم بالأمس..
فما يهم الناس في مختلف الطبقات مستوى معيشتهم.. فهم يبغون ويتطلعون بالطبع لارتفاع وتحسن في مستوى معيشتهم.. وعندما يحدث تراجع في مستوى معيشتهم يصيبهم القلق ويتذكرون أحوالهم قبل حدوث هذا التراجع.
بقى القول إن من ينكرون عليهم ذلك كانوا يسبحون بحمد عهود الأمس.. لذلك ليس مستساغا أن يلوموا من يقارن حاله اليوم بالأمس! وبدلا من أن نلوم الناس فلنوجه جل جهودنا لمواجهة مشاكلنا الاقتصادية وحماية الناس من الغلاء.
