رئيس التحرير
عصام كامل

القمة العربية في مواجهة ترامب واليمين المتطرف!

بعد لقاء الرئيس ترامب والملك عبد الله تأكد لنا حقيقة لا مناص منها؛ وهى أن ترامب تماهى مع نتنياهو لدرجة لم يحلم بها الأخير، ولا ننسى أن ترامب قد أقدم خلال ولايته الأولى على نقل سفارة بلاده إلى القدس.. 

وها هو قد أعلن بعد انتخابه رئيسًا لأمريكا في المرة الثانية أن إسرائيل تبدو بحجم القلم إذا ما وضع على صفحات كتاب؛ معلنًا دون مواربة أنها-أي إسرائيل- تحتاج للتوسع ليكون لها عمق إستراتيجي.. فمن أين سيكون لها هذه العمق الإستراتيجي دون قضم أراضٍ جديدة من أرض العرب؟!


لقاء الرئيس ترامب بالملك عبدالله الثاني عاهل الأردن كان كاشفًا لما ينتويه رئيس أمريكا للعرب؛ فالرجل بدا صريحًا بصورة فجة، فقد قالها صريحة أن تهجير مليوني فلسطيني ليس تطهيرًا عرقيًا وأن غزة ستكون تحت سيطرة أمريكا تمهيدًا لتحويلها إلى ريفيرا الشرق بمنتجعات فخمة سيأتي إليها كل أثرياء العالم..

وهنا تظهر عقلية ترامب التاجر الانتهازي والمطور العقاري الذي ينظر بنهم وتعالٍ لأراضي العرب وأموالهم وبترولهم.. وشتان بين تصريحاته غداة لقائه بقيصر روسيا فلاديمير بوتين وبين أقواله خلال لقاء الملك عبدالله الثاني؟!

والسؤال: ألم يحن الوقت لكى تتحد الدول العربية والإسلامية في مواجهة أطماع ترامب واليمين الصهيوني.. هل سيتركون مصر وحدها في مواجهة نزق ترامب وأطماع نتنياهو ويمينه المتطرف؟

هل سيتخذ القادة العرب مجتمعين قرارات تأخرت كثيرًا في مواجهة شطحات ترامب الذي طفق يوزع تهديداته ذات اليمين وذات اليسار، تارة يقول إنه سيجعل كندا ولاية أمريكية، وتارة أنه سيستولى على قناة بنما، وتارة سيحتل إحدى جزر الدنمارك.. وتارة رابعة يقول إنه سيفرض رسومًا جمركية بمقدار 25% على صادرات الصين لبلاده..

وهو ما دعا كاتبًا إسرئيليًّا لوصف انفلات ترامب بأنه بمثابة قنبلة دخان للتغطية على ما يفعله بمؤسسات أمريكا التي اجتاحها تارة بإقالة موظفيها، وتارة بوقف أنشطتها لتفريغ الدولة العميقة من مضمونها حتى يفعل ما يحلو له دون حسيب ولا رقيب؟!

والسؤال: هل سنرى موقفًا عربيًّا جريئًا يتخلى عن التطبيع ويهدد بقطع العلاقات مع الكيان المحتل ومقاطعة واشنطن اقتصاديًا، مع التلويح بأوراق الضغط كالبترول وغيرها حتى يعود ترامب إلى صوابه ويكف عن شطحاته التي لن تقبلها الشعوب بأي حال، والتي من شأنها حدوث اضطرابات في المنطقة تهدد بالقطع مصالح أمريكا وبقاء ربيبتها إسرائيل؟!

الدول العربية ليست أقل من جنوب أفريقيا التي وقفت بجسارة في وجه الطوفان الصهيوأمريكي، ولا مجموعة لاهاي التي تجاسرت وسعت بقوة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة.. صدقوني.. السكوت على نزوات ترامب وأطماع اليمين الصهيوني لن يأتي بخير أبدًا للمنطقة.. ولا مفر من المواجهة.. 

فكلما تراجعنا خطوة طمعوا في أخرى سعيًا وراء أوهام تعشش في عقول اليمين الصهيوني المتطرف، الذي نجح بمعاونة اللوبي اليهودي في بلاد العم سام في تطويع ترامب لخدمة أهدافه التوسعية التي ترى إسرائيل من النيل إلى الفرات!

الرفض الصريح لتصريحات ترامب بشأن تهجير أهل غزة لا يكفي بل لابد من إجراءات سريعة على الأرض لإعمار غزة وكف استهداف الضفة بحسبانهما خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي، ويكفي ما تابعناه بالأمس من تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في سماء بيروت.. 

وقبلها احتلال قرى وأراضٍ في سوريا.. فمن يوقف إسرائيل عند حدها.. وإذا لم يتخذ القادة العرب موقفًا جماعيًا حاسما في مواجهة شطحات ترامب فمتى سيتخذون هذا الموقف.. وهل سيتركونه يستفرد بكل دولة عربية على حدة حتى يأتي يوم يقولون فيه "أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"؟!


يا عرب أوقفوا جنون وجنوح هذا الثور الهائج.. وإلا سيحاسبنا التاريخ.. والله.. لدينا كل المقومات والأسلحة لردع كل من يهددنا.. المهم كيف ومتى نستخدمها؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية