رئيس التحرير
عصام كامل

إلى نقيب الصحفيين القادم!

ماذا نريد من نقيبنا الجديد، سؤال يطرح نفسه اليوم بعد فتح الباب لتلقي طلبات الترشح لمقعد نقيب الصحفيين، و6 من أعضاء مجلس النقابة في انتخابات معروف عنها نزاهتها وشفافيتها منذ تأسيس هذا الكيان العريق قبل عقود؟!


أما الإجابة فيتسع مداها وعمقها بحجم معاناة صحفيي اليوم سواء فيما يخص الأجور التي باتوا في أدنى درجاتها، قياسًا بفئات أخرى كانت حتى وقت ليس ببعيد في ذات المربع وبنفس الأرقام.. لكن أحوالهم المادية اليوم صارت أفضل بكثير من أحوال كل الصحفيين!


وهل يملك المرشحون لمنصب النقيب أو على مقاعد العضوية إجابة لسؤال اليوم التالي لإعلان نتائج الانتخابات: هل يكتفي هذا المرشح نقيبًا أو ذاك مع كامل احترامنا لكل الزملاء بمطالبة الحكومة على زيادة بدل التكنولوجيا بضع مئات من الجنيهات لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، في ظل ما تشهده الحياة من موجات تضخم جعلت أكثر الصحفيين، خصوصًا من يعتمدون اعتمادًا كليًا على هذا البدل الذي هو حق معلوم بحكم قضائي بات؟!


ستظل زيادة الأجور بقيم عادلة ومنصفة وآلية مستدامة أهم ما يشغل الجماعة الصحفية التي تنتظر تلك المناسبات الانتخابية لتقول كلمتها، وتختار من تراه صالحًا للتعبير عن طموحاتها وآمالها في غد أفضل وأكثر أمنًا.. لكن هل تقف مطالب الصحفيين عند حد الأجور دونما التطلع لتحسين مقومات المهنة ذاتها، والبدء بتغيير قانون النقابة غير الدستوري والذي عفا عليه الزمن؟!


أما المشهد الصحفى فلا تخفى مآسيه على أحد.. ولم يقل لنا مجلس النقابة الحالي ورئيسه ماذا تحقق من توصيات مؤتمر النقابة الذي انعقد وانفض قبل أسابيع؟!


ويبقى السؤال الأهم: هل يملك أحد الراغبين في الترشح نقيبًا للصحفيين إجابة عن سؤال: كيف نستعيد أمجاد مهنة كانت صاحبة جلالة، ثم صارت إلى ما تعانيه اليوم من شظف الحياة وندرة القامات الصحفية؟ ولماذا اختفت أو كادت القامات الصحفية؟ 

حتى لم تعد الصحافة التي نعرفها سلعة تصلح لزماننا هذا، بعد أن شهد العالم كله عملية إحلال كبرى بدأت بالفعل بالتحول إلى الصحافة الإلكترونية محل الورقية.. وهناك صحف كبرى في أمريكا والغرب وفي دول عربية أقدمت على خطوات مهمة وضرورية لإبقاء الصحافة على قيد الحياة والتأثير وأداء الدور والرسالة.


كلنا يعرف أن هموم الصحافة وتحدياتها وشواغلها الكبرى في أغلب دول العالم لم تعد تقتصر على طبيعة علاقتها بالسلطة، ولا في هامش الحرية المتاح لها، بل الخطر الأكبر يكمن في تآكل اقتصادياتها بعد اكتساح الوحش الإلكتروني لسوق النشر، متسببًا في إغلاق صحف والإطاحة ببيزنس هائل بالملايين.. 

 

والسؤال: كيف نتوصل لصيغة زواج شرعي بين مهنة عريقة وثورة جامحة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ وكيف نعيد تواصل الأجيال بين شيوخ وحكماء المهنة وشبابها.. ليتدفق التميز والإبداع في شرايينها.. وتتدفق الخبرات للأجيال الجديدة التي ستتحمل أمانة المسئولية والقيادة؟!


هل يملك النقيب القادم ومن معه ما يؤهلهم لضبط المشهد الصحفي والتدقيق في قواعد القيد بالنقابة، وتكثيف برامج التأهيل والتدريب، مع كليات وأقسام الإعلام والصحافة بالجامعات المصرية، لضمان تخريج كوادر على دراية وثقافة وإلمام بقواعد وأصول المهنة حتى تستعيد بريقها وتألقها وتصنع قاماتها ونجومها، كما يعيد أبناؤها مجدها ورونقها؟!


لاشك أن مقارنة بسيطة بين حال المهنة اليوم بأوضاعها أيام القمم السابقة يجد بينهما فارقًا شاسعًا.. فشتان بين قمم تشارك في كتابة التاريخ وصناعة الأخبار والاقتراب من الرؤساء الذين اتخذوهم مستشارين لهم وبين صحفيين وربما رؤساء تحرير لا يستطيعون عقد مقابلة مع رئيس وزراء أو حتى وزير ولا يقدرون على نقد رئيس حى!


القامات الصحفية تكاد تتوارى، فالفارق بين صحافة اليوم وصحافة زمان؛ هو ذاته الفارق بين البيئة الحاضنة زمان وبيئة اليوم، فشتان بين أجيال كانت تقرأ وتلتهم كل ما يصل إليه أيديهم من كتب مطبوعة كانت تعيش عصرها الذهبي ثم توارت اليوم وحل محلها ثقافة السوشيال ميديا..

بعودة الثقافة والفكر والقراءة والمهنية تعود القمم الصحفية.. نحن في حاجة لصحوة صحفية جديدة تعيد بناء نفسها ورؤية حيوية تصنع جاذبية وتأثيرًا كبيرًا وجمهورا جديدًا.. وإلى أن يحدث ذلك فنحن في زمن غابت فيه القمم الصحفية الشابة أو تكاد!
 

 

المهنة.. والمهنية علي المحك.. هل يعيدها النقيب الجديد.. وهل يعيد قوة وتأثير الصحافة.. التي كان يخشاها كل فاسد أو مهمل أو مقصر؟! الصحافة رسالة وكاشفة ورقيبة علي الجميع!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية