في رحاب الحبيب.. مع الزوجة والأم والابنة والأخت

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، هو أبرز من كرَّم المرأة؛ أمَّا، وزوجة، وأختًا، وإبنة، وقريبة، وجارة.. فإنا إذا تحدثنا عن الرسول الإنسان، فلا يمكن أن نغفل التطرق إلى المرأة في حياته، صلى الله عليه وسلم، ولا يسعنا إلا أن نتناول، ولو بإيجاز شديد، مكانة المرأة عند الرسول الإنسان.

كتب التاريخ زاخرة بقصص زوجات الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، أمهات المؤمنين، وكيف كان يكرمهن، في حياتهن وبعد رحيلهن، وأيضا برِّه بأمه التي فارقته صغيرا، وأخته في الرضاعة “الشيماء”، وما فعله مع زوجة عمه أبي طالب، السيدة فاطمة بن أسد، ونزوله في قبرها، مشهد تقشعر له الأبدان، من فرط الحنان والرحمة التي أبداها المصطفى، صلى الله عليه وسلم، نحو من أحسنت إليه في صغره.

وتحكي لنا كتب التاريخ إكرامه لابنة حاتم الطائي، وثنائه على أبيها: “إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق”، وإحسانه لها، ومسح آثار الأسر ومرارة الهزيمة عنها بتصرفاته النبيلة.. أما عن حبه، وحدبه، واحترامه، وإكرامه للسيدة فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، رضي الله عنها، وأرضاها، فلا تكفي كتب كثيرة لتسجيله.

الرسالة المحمدية وتغيير صورة المرأة

قياسان اثنان كافيان لبيان الفارق البعيد بين ما كانت عليه المرأة في الجاهلية، وما صارت إليه بعد رسالة سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم.. كانت متاعا يورث، ويقسم تقسيم السوائم بين الوارثين، فأصبحت بفضل الإسلام، ونبي الإسلام، صاحبة حق مشروع، ترث وتورث، ولا يمنعها الزوج أن تتصرف في مالها، وهي في عصمته كما تشاء.

وكانت وصمة، تدفن في مهدها، وتوئد حية، فرارا من عار وجودها على قيد الحياة، أو عبئا تدفن في مهدها فرارا من نفقة طعامها، فأصبحت إنسانا مرعي الحياة، ينال العقاب من ينالها بمكروه، ولم تكن في البلاد الأخرى بأسعد حظا منها في البلاد العربية.

المرأة في عصر الفروسية

كفى أن نذكر عصر الفروسية، الذي قيل إنه عصر المرأة الذهبي بين الأمم الأوروبية، وإن الفرسان كانوا يفدون النساء بالمال والدم.. فهذا العصر كان، كما قال الدارسون والباحثون: عصر الحصان، قبل أن يكون عصر المرأة، أو عصر "السيدة المفداة".

وقد أجمله "جون لا نجدون دافيز"، صاحب "التاريخ الموجز للنساء"، حين قال: "إن عصر الفروسية كان معروفا بما لحظ فيه من فقدان الشبان على الجملة الاهتمام بالجنس الآخر. ولعلنا نقلل من الدهشة لذلك لو أننا وعينا كلمة الفروسية، وذكرنا أنها لم تكن ذات شأن بالسيدات، كما كانت ذات شأن بالخيل على خلاف ما يروق الكثيرين أن يذكروه، فقلما بلغ الاهتمام بالمرأة مبلغ الاهتمام بالحصان في عصر الفروسية إلا على اعتبار أنها عنوان ضيعة".

كانت اللطمة بقبضة اليد جزاء كل امرأة جسرت في عهد الفروسية على أن تواجه زوجها بمشورة.. ومتى كانت المرأة تزف إلى زوجها عفو الساعة، وكثيرا ما تزف إلى رجل لم تره فبل ذلك.

2 شلن، ثمن امرأة في إنجلترا

في سنة 1790، بيعت امرأة في أسواق إنجلترا بشلنين لأنها ثقلت بتكاليف معيشتها على الكنيسة التي كانت تؤويها.. وبقيت المرأة إلى سنة 1882، محرومة حقها الكامل في ملكية العقار، وحرية المقاضاة.

وكان تعليم المرأة سُبَّةً تشمئز منها النساء قبل الرجال، فلما كانت "إليصابات بلا كويل" تتعلم في جامعة جنيف سنة 1849، وهي أول طبيبة في العالم، كان النسوة المقيمات معها يقاطعنها، ويأبين أن يكلمنها، ويزوين ذيولهن من طريقها احتقارا لها كأنهن متحرزات من نجاسة يتقين مساسها.

ولما اجتهد بعضهن في إقامة معهد يعلم النساء الطب بمدينة فلادلفيا الأمريكية أعلنت الجماعة الطبية بالمدينة أنها تصادر كل طبيب يقبل التعليم بهذا المعهد، وتصادر كل من يستشير أولئك الأطباء.

المرأة في الإسلام

جاء رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ليعلي شأن المرأة، ويبدل حالها إلى أحسن حال.. حكم واحد من أحكام القرآن الكريم أعطى المرأة من الحقوق كفاء ما فرض عليها: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ". (البقرة: 228).

في رحاب الحبيب.. التواضع من شيمه

في رحاب الحبيب.. الرسول الإنسان

وحكم آخر، بالغ الأهمية: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا". (النساء: 18).. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.