في رحاب الحبيب.. من دلائل العظمة
يقول صاحب العبقريات، عباس محمود العقاد، في تقديمه ل عبقرية محمد: حسبنا من عبقرية محمد أن نقيم البرهان على أن سيدنا محمدا عظيم في كل ميزان.. عظيم في ميزان الدين، وعظيم في ميزان العلم، وعظيم في ميزان الشعور، وعظيم عند من يختلفون في العقائد، ولا يسعهم أن يختلفوا في الطبائع الآدمية، إلا أن يرين العنت على الطبائع فتنحرف عن السواء، وهي خاسرة بانحرافها، ولا خسارة على السواء.
ويضيف: إن عمل سيدنا محمد لكافٍ جد الكفاية لتخويله المكان الأسنى من التعظيم والإعجاب والثناء.. خلق سيدنا محمد بن عبد الله ليكون رسولا مبشرا بدين، وإلا فلأي شيء خلق.. ولأي عمل من أعمال هذه الحياة ترشحه المقدمات والتوفيقات، وكل المناقب والصفات؟!
لو اشتغل بالتجارة طول حياته كما اشتغل بها فترة من الزمن، لكان تاجرا أمينا ناجحا موثوقا به في سوق التجار والشراة.. ولكن التجارة كانت تشغل بعض صفاته، ثم تظل صفاته العليا معطلة، لا حاجة إليها في هذا العمل مهما يتسع له المجال.
ولو اشتغل زعيما بين قومه لصلح للزعامة، ولكن الزعامة لا تستوفي كل ما فيه من قدرة واستعداد.
فالذي أعده له زمانه وأعدته له فطرته هو الرسالة العالمية لا سواها، وما من أحد قد أعد في هذه الدنيا لرسالة دينية إن لم يكن سيدنا محمد قد أعد لها أكمل إعداد.
كان سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، مستكملا للصفات التي لاغنى عنها في إنجاح كل رسالة عظيمة من رسالات التاريخ.. كانت له فصاحة اللسان واللغة.. وكانت له القدرة على تأليف القلوب وجمع الثقة.. وكانت له قوة الإيمان بدعوته وغيرته البالغة على نجاحها.
كما اجتمعت له أطيب صفات الحنان وأكرم صفات البسالة والإقدام. كان، صلوات الله وتسليماته عليه، فصيح اللغة، فصيح اللسان، فصيح الأداء. كان عطوفا يرأم (يحنو) على من حوله، ويودهم، ويدوم لهم على المودة طول حياته، وإن تفاوت ما بينه وبينهم من سن وعرق ومقام.
كان صبيا في الثانية عشرة يوم سافر عمه، فتعلق به، حتى أشفق العم أن يتركه وحده فاصطحبه في سفره.. وكان شيخا قارب الستين يوم بكى على قبر أمه بكاء من لا ينسى.. وليس في سجل المودة الإنسانية أجمل ولا أكرم من حنانه على مرضعته حليمة، ومن حفاوته بها، وقد جاوز الأربعين، فيلقاها هاتفا بها: أمي! أمي!
ويفرش لها رداءه، ويعطيها من الإبل والشاء ما يغنيها في السنة الجدباء.. ووفدت عليه هوازن وهي مهزومة في وقعة حنين، وفيها عمٌّ له من الرضاعة.. ومن أجل هذا العم تشَفَّع النبيُّ، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى المسلمين أن يردوا السبي من نساء وأبناء، واشترى السبي ممن أبوا رده إلا بمال.
وحضنته في طفولته جارية عجماء فلم ينس لها مودتها بقية حياته، وشغله أن تنعم بالحياة الزوجية، ما يشغل الأب من أمر بناته ورحمه، فقال لأصحابه: "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن......".
وما زال يناديها "أمه" كلما رآها، وتحدث إليها، وربما رآها في وقعة قتال تدعو الله وهي لا تدري كيف تدعو بلكنتها الأعجمية، فلا تنسيه الوقعة الحازبة (شديدة الصعوبة) أن يصغي إليها، ويعطف عليها.
كان، صلى الله عليه وآله وسلم، من أضحك الناس، وأطيبهم نفسا، صافي القلب، إذا كره شيئا رؤي ذلك في وجهه، وإذا رضي عرف من حوله رضاه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا