الحمامصي.. أستاذي الذي لا أنساه!
في مثل هذه الأيام قبل 37 عامًا رحل عن عالمنا أحد عمالقة الصحافة وروادها الأوائل، ليس في مصر وحدها بل في الشرق الأوسط كله؛ وقد عرفته عن قرب إنسانًا ومعلمًا ومهندسًا للصحافة وواحدًا من بناة مجدها وحاملي لوائها، وتتلمذت على يديه في كلية إعلام جامعة القاهرة، وتشربت منه قواعد المهنة وأصولها..
وكان رغم مشاغله الكثيرة يأتي قبل المحاضرة بوقت كافٍ ليدير معنا حوارًا حول كل القضايا، يتفاعل معنا؛ يحدثنا وينصت إلينا في جو إنساني ربما تفتقده جامعاتنا هذه الأيام، فلم يكن الحمامصي (الأستاذ)، يتعامل معنا بمنطق الاستعلاء كونه أستاذًا جامعيًا لا يُشق له غبار بل كان ودودًا، دمث الخلق، حتى أحببنا الصحافة من حبنا له، وكان دائمًا ما يرشدنا لضرورة الحفاظ على المصدر من باب الأمانة المهنية.
وأذكر أنني انطلقت لأمارس المهنة عمليًا على يديه منذ كنت طالبًا؛ إذ أجريت حوارًا صحفيًا مع رئيس جامعة القاهرة وقتها الدكتور صوفي أبو طالب، ثم مع وزير الصحة الدكتور فؤاد محيي الدين لمجلة صوت الجامعة، التي كنا نصدرها ونحررها ونوزعها، وتعلمنا من خلالها كل فنون الصحافة قبل أن نمارسها بعد التخرج في الجرائد والمجلات.
وبمناسبة افتتاح معرض الكتاب هذه الأيام.. كم كتابًا جرى تأليفه عن سيرة ومسيرة جلال الدين الحمامصى، أحد عمالقة الصحافة في الزمن الجميل، أستاذ ومهندس الصحافة المصرية، صاحب المدرسة الصحفية الجادة، الذي لم تكن كلماته مجرد دخان فى الهواء، بل كانت دائما رصاصات تكشف عن كواليس ما وراء الحوار، وتخترق أسوار السياسة ومجتمع الصحافة.
وكم كانت شخصية الحمامصي ثرية عميقة متعددة المواهب والاهتمامات؛ فقد درس الهندسة؛ وتأثر بها، فكان فكره مرتّبًا، وصار أستاذًا للصحافة وفنونها وآدابها، كما مارس السياسة وعاش ثائرا معارضا، يصدح بقول الحق مها يجلب عليه من المتاعب التي وصلت أحيانًا لحد الاعتقال والفصل.
ورغم أن الحمامصي وُلِد لأسرة واسعة الثراء في دمياط، لكنه عمل واجتهد ليعطي درسًا عمليًا لأجيال كثيرة بأن قيمة المرء بما يحسن وما يتقن من الأعمال وليس بما يملك من المال، وقد عمل بالصحافة منذ كان طالبا بالمدرسة الثانوية عام 1929 بجريدة كوكب الشرق، ثم محررا بدار الهلال، ثم جريدة المصري، وتقريبًا كل الجرائد في زمانه، ولم نضبطه يومًا متلبسًا بنرجسية الأغنياء ولا تعالي أصحاب الثروات.
اشتهر الحمامصي بالكتابة السياسية من خلال عموده الأشهر دخان في الهواء، لكن أجاد في كل فنون العمل الصحفي والكتابة؛ فقد كتب النقد الرياضي في مجلة روز اليوسف، ثم أنشأ مجلة الأسبوع عام 1946، وبعدها الزمان التي تولى رئاسة تحريرها..
انتقل بعدها إلى جريدة مصر اليومية لصاحبها مكرم عبيد، وتولى رئاسة تحرير جريدة الزمان عام 1947، وإنتقل بعدها مع موسى صبري وعلي حمدي الجمال إلى جريدة الأخبار مع أصحابها على ومصطفى أمين عام 1952، حيث كان أحد رؤساء تحريرها.
الحمامصي أسهم في تأسيس معهد الإعلام جامعة القاهرة، وقام بالتدريس فيه، وتخرج على يديه ثلاث دفعات ثم تحول إلى كلية للإعلام، كما عهد إليه الرئيس عبدالناصر بتأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسط، كما كتب مجموعة من كتب الصحافة وضعها منهاجا للصحفيين ومنها:
صحافتنا بين الأمس واليوم، نزاهة الحكم، المخبر الصحفي، الصحيفة المثالية، المندوب الصحفي، من الخبر إلى الموضوع، معركة الجلاء، ماذا في السودان؟، معركة تأميم قناة السويس، من القاتل؟، القربة المقطوعة، حوار وراء الأسوار، أسوار حول الحوار، صالة التحرير، الأخبار في الراديو والتليفزيون، وكالات الأنباء، الإدارة في الصحف..
هل يمكن أن نرى كتابًا جديدًا عن الحمامصي.. تكتبه مثلًا الدكتورة ليلي عبدالمجيد أول عميد لكلية إعلام القاهرة من خريجيها، والتي أفخر أنها من أبناء دفعتي بتلك الكلية العريقة؟!
أما التجربة السياسية للحمامصي فهي جديرة بالإعجاب والدراسة.. وذلك موضوع مهم يستحق مقالًا آخر!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا