الفلسفة والخرافة!
المدرسة يفترض أن تكون بيئة حاضنة لكل الطلاب على اختلاف طوائفهم ومعتقداتهم، تنمي فيهم ملكة التفكير؛ بوصفه فريضة إسلامية كما قال مفكرنا العملاق عباس العقاد، ومن ثم فلا غني عن تدريس الفلسفة، وعلوم المنطق وطرق التفكير السليم، وتشجيع الطالب على التفكير والمحاججة والنقد والشك.
فبمثل هذا النهج يمكننا أن نبني أجيالًا تؤمن بالتعايش واحترام حقوق الإنسان وحماية الطلبة من التمييز العنصري، والتنمر الذي شاع في أيامنا بصورة مذهلة، فوظيفة المؤسسات التعليمية تدريس العلم والفن والجمال.
أما الفلسفة فإن البعض ينظر إليها نظرة سطحية؛ وينسى أنها تجعل العقل معيارًا للفهم ومرجعية لما يتم القبول به أو رفضه او تجاوزه الزمن.. ومن دون الفلسفة نفقد القدرة على التمحيص والنقد وسعة الفهم..
ومن ثم فإن العلماء الأفذاذ يرون التجديد ببساطة على أنه إعمال للعقل والنقل، الأصالة مع المعاصرة، ليس هدم التراث بل الحفاظ عليه بوصفه مخزون القيم والهوية، مع الأخذ بأسباب العلم والتقدم بما لا يهدم أركان الثوابت حتى لا نبقى عالقين في الماضي، فلا نحن أدركنا الحاضر، ولا نحن امتلكنا مفاتيح المستقبل!
وكم كانت مداخلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة السابق حول التجديد والتراث مفيدة لكل من أراد الإبحار في بحر التجديد مع احترام التراث؛ فالفلسفة لا تخاطب إلا العقول التي لا تسجن في أساطير الماضي.
هي دعوة لثورة فكرية، حيث لا يصبح التاريخ سجنا نلتجئ إليه، بل طينا نعيد تشكيله ونصنع به مستقبل يمكن لعقلنا أن يحلق فيه دون أن ننسى تراثنا وقيمنا..الفلسفة ينبغي ألا تجعل عقولنا سيفا يقطع كل الحبال التي تربطنا بالماضي، بل تجعلنا نهضم التراث ونفهمه ونجتهد للتوفيق بينه وبين المستقبل.
الفلسفة تقول خذوا نصيبكم من الجرأة ولا تقبلوا التبرير وابحثوا دائما عن البرهان وفكروا جيدا قبل الكلام.. الفلسفة تعلمنا أهمية التأني في إصدار الأحكام، وضرورة الانفتاح على الآراء المختلفة، وتقبل التنوع والتعددية.
الفلسفة رحلة نحو الحكمة والتسامح، وبناء جسور الفهم والتعايش السلمي بين البشر.. الفلسفة كانت في زمن سقراط حوارا مفتوحا في الساحات، تناقش قضايا العدالة والفضيلة والمعرفة والحياة الجيدة، وكان الناس يتفاعلون معها لأنها كانت جزءا من واقعهم.
الآن تحدثهم عن الفن يحدثونك عن الجن، تحدثهم عن الانفتاح يحدثونك عن النكاح، تحدثهم عن التفكير يحدثونك عن التكفير، تحدثهم عن التكنولوجيا والعلم يحدثونك عن تفسير الحلم، تحدثهم عن الحرية يحدثونك عن الحورية، تحدثهم عن العطور يحدثونك عن البخور.
بالعلم تنهض الأمم وبالفلسفة ينهض العقل وتلك هي المعادلة الصعبة؛ فغياب الفلسفة عن الحياة العامة يجعل الأفراد أكثر عرضة للتعصب، والتفكير السطحي، والانقياد الأعمى للأفكار دون نقد أو تمحيص وهنا تسود الخرافة.. آفة العصر التي تعوق كل فرص التقدم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا