وبدأت أحداث اليوم التالي في غزة!
لم أتعجب كثيرا حيال المشهد الأخير الذي حرصت حركة حماس على تصديره للعالم، قبيل تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، فقد أعدت الحركة مجموعة من السيارات الحديثة التي لم تستعمل من قبل، أو هكذا قيل، تم استخدامها في تأمين عملية نقل الأسيرات الثلاثة الذين استهلت بهم عمليات التبادل مع الفلسطينيين المحتجزين بسجون الاحتلال..
وأشرف على عمليات نقل وتسليم الأسيرات مجموعات من منتسبي حركة حماس يرتدون زي الشرطة الفلسطينية ويحملون أسلحتهم، وكان واضحا أن هناك حرص على أن يبدو للعالم أن القدرات الإدارية والعسكرية لحركة حماس لم تتأثر بعمليات القصف والتدمير التي تعرضت لها غزة، من قوات جيش دولة الكيان الغاصب.
أيضا.. حرصت حركة حماس على أن تتم عملية تسليم الأسيرات الثلاث وسط مدينة غزة في ميدان شهير هناك، وبالطبع الرسالة كانت واضحة بأنه ومع القدرات التي يمكلها جيش دولة الكيان فإنه لم يستطع الوصول إلي مكان احتجاز الأسيرات أو الرهائن الذي كان وسط مدينة غزة.
عدم تعجبي حيال هذا المشهد وغيره من المشاهد المماثلة أرجعه إلى اعتقادي أن استخدام الصورة من جانب حركة حماس كان أسلوبا واضحا منذ وقوع أحداث يوم السابع من أكتوبر عام 2022، ما أطلقت عليه المقاومة الفلسطينية بطوفان الأقصى، وبالطبع تم هذا الأسلوب بتعاون وثيق قوي بين حركة حماس وقناة الجزيرة.
أنوه إلى أن هذه الإشارة ليس وراءها أي هدف سوى التوثيق، فأسلوب استخدام الصورة الذي اتبعته حركة حماس خلال هذه الجولة من جولات الصراع مع جيش دولة الكيان الغاصب ما كان له أن يتم إلا عن طريق وسيلة إعلامية لها إنتشار بحجم انتشار وشهرة قناة الجزيرة.
ومنذ اللحظات الأولى لإعلان تفاصيل عملية طوفان الأقصى من جانب حماس كان التزامن بين المعلومة والصورة واضحا، وكاشفا لما نفذته عناصر المقاومة الفلسطينية المنتمية لحركة حماس في منطقة غلاف غزة التي تم اختراقها في ذلك اليوم.
أيضا وعلى مدي ما يقرب من خمسمائة يوم دارت خلالها آلة الحرب المجرمة على قطاع غزة كانت حركة حماس وقناة الجزيرة واللواء الدويري المحلل العسكري متفقون على التأكيد، كل بأدواته، على أن حماس تمكنت من المساس بصلب دولة الكيان الغاصب وكبدتها من الخسائر ما لا يعد ولا يحصي، بل ووصل الحال في النهاية وبعد إقرار الإتفاق على وقف إطلاق النار، على أن حماس حققت الانتصار في وجه قوات جيش دولة الكيان الغاصب بهذا الإتفاق!
وكما أشرت فقد بدا واضحا أن حماس وقناة الجزيرة تواصلان تنفيذ التفاهم أو الاتفاق أو التناغم، أيا كان الأسم المفضل، على استخدام الصورة في إدارة الأزمة.
وكما يرى متابعون، فإن الهدف الأساس من استخدام الصورة وبالذات عقب تنفيذ وقف إطلاق النار هو التأكيد على فشل رئيس وزراء دولة الكيان الغاصب في تنفيذ تعهده بالقضاء على حماس في أعقاب وقوع أحداث طوفان الأقصى، وإبرازه كمسئول فاشل لم يحقق الأمن لمواطنيه، ما يحرضهم للخروج عليه واسقاطه سياسيا!
الهدف الواضح أيضا من تكرار أن ما تم هو انتصار لحركة حماس، وأن قدراتها الإدارية والأمنية والعسكرية لم تتأثر، هو التأكيد على قدرة حماس على إدارة القطاع فيما يعرف باليوم التالي، رغما عن التحذيرات الأمريكية والإسرائيلية بأن حماس لا مكان لها في المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الحرب على غزة، أو فيما يعرف باليوم التالي في غزة.
الحقيقة ورغم أني لا أحبذ المجادلة فيما تقوله حركة حماس وقناة الجزيرة بتحقيق الانتصار في مواجهة جيش دولة الكيان الغاصب، فإني أدعو متجردا وبلا إسقاط أو توجيه أصابع اتهام لأحد، أدعو للتفكر بجد فيما احتوته هذه الجولة من جولات الصراع المسلح مع دولة الكيان الغاصب التي لم تدع أسلوبا اجراميا إلا واتبعته مع الشعب الفلسطيني..
أدعو لتدارس نتائج أسلوب استخدام الصورة وترويج فكرة الانتصار المزعوم، فالثمن الذى سددته المقاومة، ليس في غزة فقط، والذى قدمه الشعب الفلسطيني كله، وكذلك الشعب اللبناني كان ثمنا فادحا.
أختم بالتأكيد على أن المقاومة بالروح وبكل الوسائل أمر واجب ومقدس ولكن هناك فرق شاسع بين المقاومة والانتحار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا